
السلاح خارج الدولة يضعف الموقف التفاوضي!
حذّرت النائبة بولا يعقوبيان من أنّ لبنان لم يعد على هامش الصراعات والتحوّلات الإقليمية والدولية، بل أصبح في صلبها، معتبرةً أن البلاد تمرّ بمرحلة دقيقة تعود فيها لتكون ساحة اختبار لتوازنات الخارج، في ظل تصاعد التوترات على أكثر من جبهة.
وفي مقابلة اذاعية، تطرّقت يعقوبيان إلى التصعيد الإسرائيلي الأخير في الجنوب اللبناني، مشيرةً إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى إلى تصدير أزمته الداخلية من خلال فتح ساحات توتّر جديدة، ما يضع لبنان أمام مخاطر جدّية بالانزلاق نحو مواجهة عسكرية جديدة.
وأكدت يعقوبيان أن استمرار وجود السلاح خارج إطار الدولة يضعف من موقع لبنان التفاوضي، ويقوّض أي مساعٍ لاستعادة ثقة المجتمع الدولي، مشددةً على أن حصر السلاح بيد الدولة هو المدخل الأساسي لأي مشروع إعادة إعمار فعّال.
وفي هذا السياق، انتقدت يعقوبيان الاشتباك السياسي القائم بين رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، معتبرةً أن ربط تمرير الموازنة بملف الإعمار أدخل البلاد في دوامة سياسية داخلية تُضعف فرص النهوض.
ورأت يعقوبيان أن الحديث عن إعادة إعمار من دون ضبط السلاح وفرض سلطة الدولة هو “كلام بلا مضمون”، كاشفةً أنها طرحت خلال لقائها مع السفيرة الأميركية في بيروت إمكانية دمج بعض الفصائل المسلحة ضمن الجيش اللبناني، وهي تجربة قالت إنها طُبّقت سابقًا في بعض مناطق الجنوب، ويمكن البناء عليها لتكريس منطق الدولة.
ووجّهت يعقوبيان انتقادات لاذعة للقوى السياسية التي، بحسب تعبيرها، تعرقل مسار القوانين الإصلاحية، متّهمة بعض الهيئات بتجميد تشريعات أساسية تمهّد لإطلاق عملية الإعمار، محمّلةً رئيس مجلس النواب نبيه برّي مسؤولية ما وصفته بـ”شلل العمل التشريعي”، في مقابل تحميل بعض الأوساط المسؤولية لرئيس الحكومة نواف سلام بشكل اعتبرته “غير دقيق”.
المصدر: وكالة الانباء المركزية