قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، الخميس، إن الولايات المتحدة لم تدعم التحرك الإسرائيلي الأخير في سوريا، موضحة أن واشنطن تتواصل مع الطرفين، وذلك بعدما شنت تل أبيب، الأربعاء، غارات جوية مكثفة على العاصمة السورية دمشق، بالتزامن مع تصاعد أزمة السويداء.
واتهم الرئيس السوري، أحمد الشرع، في كلمة متلفزة، فجر الخميس، إسرائيل بـ”استخدام كلّ الأساليب في زرع النزاعات والصراعات”، قائلاً إن “الكيان الإسرائيلي يسعى إلى تحويل أرض سوريا إلى ساحة فوضى، وتفكيك وحدة الشعب، وإضعاف قدرة البلاد على المضي قدماً في مسيرة البناء”.
وأضافت بروس، للصحافيين: “نندد بالعنف في سوريا، وندعو جميع الأطراف إلى التراجع والانخراط في حوار هادف يُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار:، موضحة أن بلادها تُشرك جميع الأطراف في سوريا بنشاط للمضي قدماً نحو الهدوء ومواصلة المناقشات حول وحدة البلاد، داعية حكومة دمشق إلى قيادة الطريق إلى الأمام.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، الخميس، إن واشنطن تسعى لدفع كل الأطراف نحو حل أكثر استدامة وسلماً في سوريا، وذلك عقب الاشتباكات الدامية بين مجموعات مسلحة محلية وعشائر بدوية في السويداء بجنوب البلاد.
ودان توم باراك، الأربعاء، ما وصفه بـ”العنف ضد المدنيين” في السويداء، مؤكداً دعم واشنطن لحقوق المدنيين وسلامتهم، وشدد على أن الولايات المتحدة تدين ذلك بشكل قاطع ما يحدث”.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إن الولايات المتحدة تندد بشدة بأعمال العنف التي شهدتها مدينة السويداء السورية ذات الأغلبية الدرزية في الأيام القليلة الماضية، مشيراً إلى ضرورة تحقيق دمشق في جميع التقارير بشأن الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأكد المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة تدين بشدة ما جرى من عنف في السويداء، داعياً إلى التهدئة والانخراط في حوار حقيقي يمهّد لوقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف: “يجب على الحكومة التحقيق في جميع تقارير الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها”.
الشرع يطمئن “الدروز”
ووجّه الرئيس السوري أحمد الشرع رسالة إلى طائفة الدروز في سوريا، قائلاً إنهم “جزء أصيل من نسيج هذا الوطن”، مشدداً على أن بلاده “لن تكون مكاناً للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها”.
وأكد في كلمة متلفزة بثتها قناة “الإخبارية” السورية، فجر الخميس، أن “حماية حقوق الدروز وحريتهم من أولوياتنا”، وأن الحكومة السورية “ترفض أي مسعى يهدف إلى جركم إلى طرف خارجي أو لإحداث انقسام داخل صفوفنا”.
وقال: “إننا جميعاً شركاء في هذه الأرض، ولن نسمح لأي فئة أن تشوه الصورة الجميلة التي تعبر عن سوريا وتنوعها”.
بدوره، قال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري، الخميس، إنه ملتزم “بوحدة الصف”، و”رفض الفتنة”، و”العمل مع العقلاء في هذا الوطن على وأد الفوضى، وفتح أبواب الحل”.
وأعرب الهجري في بيان مصور، عن “الإيمان بأدبيات وأخلاقيات العيش المشترك”، متابعاً: “سنبقى ملتزمين بروح التسامح رغم الاعتداءات المؤلمة التي طالت الطائفة الدرزية”.
وعبّر الزعيم الروحي للطائفة الدرزية عن رفضه “للطائفية”، و”الفرقة”، و”الفتنة”، لافتاً إلى أنه “يحمّل كامل المسؤولية لكل من يعبث بالأمن والاستقرار”، وأكد أن “من يقوم بأعمال التخريب أو التحريض لا يمثل إلا نفسه”.
وأضاف: “دفعنا ثمناً باهظاً دماءً غاليةً، نتيجة سياسيات حكومة تكفيرية مارست القصف والاعتداء بدلاً من حماية المدنيين”.
وشدد على التزامه بـ”وحدة الصف، ورفض الفتنة، والعمل مع العقلاء والشرفاء في هذا الوطن على وأد الفوضى وصون الكرامة، وفتح أبواب الحل بالحكمة لا بالسلاح”.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، بعد الاشتباكات الدامية التي تسببت في سقوط مئات القتلى والجرحى.