أطلقت “مؤسسة سمير قصير” بدعم من السفارة النروجية، سوقًا إلكترونيًة باسم “SOORA Store””متجر صورة”، مخصصًة لدعم مصوّري الصحافة في لبنان وتعزيز سبل عيشهم، في احتفال أقيم مساء أمس في فندق “بوسا نوفا” – سن الفيل، حضره وزير الاعلام المحامي د. بول مرقص، سفيرة النروج هيلدي هارلستاد، مدير المؤسسة أيمن مهنا وجمع من المصورين الصحافيين وممثلين عن مؤسسات اعلامية.
مهنا
استهل اللقاء بكلمة لمهنا قال فيها: “إن كل نشاطات مؤسسة سمير قصير لهذه السنة تحت شعار “عشرون سنة للحرية” عشرون عامًا منذ اغتيال سمير قصير في 2 حزيران 2005 في بيروت، ومن يركّز على الاحداث التي حصلت في العشرين عاما هذه يمكن أن تكون في عشرين عقد أو أكثر، تغيرت المنطقة، تغيرت بلدانها وناسها، تغيرت الاحلام في ظل كوابيس مستمرة”.
اضاف :”عشرون عاما غنية جدا، ونحن في هذه المؤسسة حاولنا أن نكون الى جانب كل صحافي وكل فنان من خلال رصد الانتهاكات اليومية التي تعرضوا لها، في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين، حاولنا من خلال توفير الدعم اللازم لسلامتهم الجسدية والرقمية وخصوصا عند الازمات التي كانت كثيرة جدا، كل الازمات التي تمر فيها البلاد العربية، استطاعت مؤسسة سمير قصير أن تكون الملجأ لأكثر من 250 صحافيًا وصحافية تركوا بلدانهم ولجأوا الى بيروت المكان الآمن رغم كل التحديات التي واجهناها. وكانت سفارة النروج من أوائل البلدان التي ساعدتنا على الاحتضان في بيروت التي شكلت سببا لبقائهم على قيد الحياة”.
تابع:”كنا أيضا الى جانب الصحافيين والمصورين بعد انفجار المرفأ وخلال الحرب الأخيرة حيث وفرنا لهم المأوى الذي يقيهم الحرب وكانت سفارة النروج من أوائل الداعمين أيضا، على مدى عشرين عامًا اكتشفنا وجود حلقة أضعف في مسار العمل الصحافي هم المصورون الصحافيون، فهؤلاء يحلّون في المرتبة الأولى على صعيد التعرض للانتهاكات الاعلامية، لأنهم يكونون دائما في الصف الامامي خلال الحروب والاعتصامات، وعندما تواجه أي مؤسسة اعلامية مشاكل مادية اول من يتم صرفهم من الخدمة المصورون الصحافيون، أكثر من 60 في المئة منهم ليس لديهم أي تأمين صحي. في اعتقادنا ان الحرية التي نتغنى بها وندافع عنها لا تكون كاملة الا اذا اقترنت بطمأنينة اقتصادية وصحية، فمن لا يسطيع تأمين الأولويات لعائلته لا يستطيع أن يقوم بعمله بشكل سليم”.
وقال:”لهذا السبب نطلق اليوم موقع “صورة ستور” هذا الموقع المبني على فكرة بسيطة،
أن المصورين الصحافيين اللبنانيين يملكون كنزا لا يقدر بأي ثمن، على صعيد كمية الصور واشرطة الفيديو لأحداث مفصلية حصلت في تاريخ المنطقة، حتى من قبل الحرب وخلال الحرب ولغاية اليوم، حيث توجد اعداد كبيرة من الصور هي عبارة عن كنز مادي، يستطيع المصور من خلال هذا الموقع أن يبيع صوره لمختلف الوكالات العالمية وللسفارت وغيرها، اليوم توجد امكانية امام المصورين لبيع صور مهمة يملكونها تساهم في تطويرهم. على أمل أن نقتطع نسبة مئوية قليلة من ثمن هذه الصور لتأمين التغطية الصحية لكل الصحافيين. أي ستسمح هذه السوق الإلكترونية للمصوّرين الصحافيين بعرض أعمالهم ومحافظهم الفنية، وتتيح لهم فرصة بيع صورهم أو مقاطع الفيديو الخاصة بهم على مستوى عالمي. ويهدف هذا المتجر إلى توفير مصدر دخل إضافي لهؤلاء المصورين.
يمثل هذا الحدث محطة مهمة، لا فقط لأنه ثمرة رؤية وجهود كبيرة، بل لأنه بداية لمسيرة نود أن تكونوا جزءًا منها”.
وختم بتوجيه تحية للمصور الصحافي الشهيد عصام العبدالله.
مرقص
ثم ألقى الوزير مرقص كلمة قال فيها: “كلما أرى مصورين صحافيين أتحسس مدى تعبهم. إن أهل مهنة الصحافة يتعبون بلا شك، في مهنة البحث عن المتاعب، لكن الأكثر تعبا منهم من يحملون كاميراتهم ويجولون بها لالتقاط صور الاحداث، وبفضلهم الصورة تصل الى البيوت وكل الناس، حتى يعيشوا الخبر”.
أضاف:”مهما فعلنا نجدنا مقصرين في حق المصورين، وخلال الجلستين السابقتين في مجلس الوزراء تم اقرار مرسوم يعطيهم أبسط حقوقهم، الا وهي الاستفادة من تغطية الضمان الاجتماعي من دون أن يكونوا منتمين الى ملاك مؤسسات خاصة، والمعركة الثانية تكون بتنظيم هذا الامر تفصيليا حتى لا يكون عبئاً اداريا بيروقراطيا عليهم، والفضل في ذلك للحكومة ووزير العمل تحديدا”.
اما في موضوع الشراكة مع المجتمع المدني والنقابات المهنية، فأوضح أن “هناك اكثر من محطة للتعاون، وبخاصة في موضوع الاعلام المرئي والمسموع الذي أحالته اللجنة الفرعية المنبثقة من لجنة الادارة والعدل برئاسة النائب جورج عقيص الى لجنة الادارة والعدل”، وقال:” انها محطة أساسية لأوجه نداء لكم جميعا لما تختزنون من قوة دفع، أن تطالبوا بسير القانون المذكور وتقدمه”.
واعتبر ان “الأهم بالنسبة لنا جميعا تكريس حرية الاعلام الذي يتجلى بقانون إزال الصفة الجرمية عن أي خطأ أو مخالفة يقوم بها الاعلامي”، مشددا على ان “جرائم حرية الرأي والتعبير والمساءلة بها تختلف، لذلك ازيلت في القانون الصفة الجرمية والعقوبات السجنية، وألغيت محكمة المطبوعات وصارت هيئة مدنية تنظر في مخالفات الصحافيين وصار تحديد واضح للصحافي والاعلامي، وهي مداميك تبنى من اجل حرية الرأي والاعلام. وأتمنى عليكم جميعا ،كل في موقعه، أن يعمل على إقراره، وكلنا ثقة برئيس لجنة الادارة والعدل وأعضائها بأن يثمر هذا القانون وينفذ، ونأمل في الدورة الاستثنائية لمجلس النواب وقد وعدني دولة الرئيس نبيه بري خلال زيارتي له، بإقرار مشروع هذا القانون، مع موضوع آخر يتعلق بالتعاقد والمتقاعدين في وزارة الاعلام الذي صار في اللجان المشتركة على جدول الأعمال بعد سنوات طويلة من البحث والإرجاء”.
وختم:”الملف الآخر هو موضوع تصنيف لبنان في مؤشر الحريات الاعلامية مع منظمة مراسلين بلا حدود، التي تواصلنا معها ومع شركاء مناصرين، وقد شكلنا فريق عمل ونمد أيدينا اليكم من اجل المشاركة في تعزيز مرتبة لبنان في هذا المؤشر، لأنه ليس منطقيا أن يكون لبنان في هذه المرتبة في وقت يزخر لبنان بالكفاءات الاعلامية”.
هارلستاد
ثم القت سفيرة النروج كلمة استهلتها بشكر “مؤسسة سمير قصير للحريات الاعلامية” وجهود الاعلاميين على عملهم الخطير والجبار من اجل نقل الحقائق الى الناس”، وقالت:”دعوني اوجه تحية اجلال واكبار الى روح الصحافي عصام العبدالله. إن التعاون مع مؤسسة سمير قصير يهدف الى دعم الصحافيين، وتعزيز حرية الاعلام والاعلاميين التي هي من أولوياتي، فالانتهاكات التي يواجهها الصحافيون كثيرة وخطيرة، وقد سقط الكثير منهم شهداء وجرحى”.
ختمت:” نحن موجودون هنا اليوم لنحتفل بإطلاق موقع صورة ستور بحيث يساهم في تأمين تسويق ما لدى الصحافيين من صور قديمة وربما حديثة تفيد الاعلام في أي مكان كان”.
علوش
ثم تحدث نقيب المصورين الصحافيين علي علوش وشكر لمؤسسة سمير قصير وسفيرة النروج دعمهما وتعاونهما الدائم، لافتا الى أن “المصورين سيكونون السبب في نجاح هذا المشروع”.
وقال:” عانينا كثيرا خلال المرحلة الماضية من المؤسسات الاعلامية التي ترمي المصور الصحافي عند أي تحدّ”.
ثم كان شرح لكيفية عمل الموقع وأهميته المهنية والاقتصادية بالنسبة للمصورين الصحافيين وللاعلام عموما.