بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في اتصال هاتفي، الأحد، العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار التشاور المستمر بين البلدين، حسبما ذكرت وزارة الخارجية المصرية.
واستعرض الجانبان، خلال الاتصال، مسار العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، حيث أكدا اعتزازهما بالعلاقات التي تجمع البلدين، وما تشهده من تطور متواصل في مختلف المجالات.
وأكد وزير الخارجية المصري على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي، بما يشمل متابعة تنفيذ المشروعات الاستراتيجية المشتركة، ومجمل الجوانب الاقتصادية في العلاقات الثنائية.
كما تناول الاتصال تطورات الأوضاع في قطاع غزة، والجهود المصرية المستمرة لتثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، وأهمية المضي قدماً في تنفيذ كافة بنود الخطة التي أُطلقت خلال أعمال القمة التي توفر مساراً عملياً لتقرير المصير الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
“مؤتمر إعادة الإعمار”
وتطرق وزير الخارجية المصري إلى التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر، وإعادة إعمار غزة دعماً للشعب الفلسطيني.
كما تناول الاتصال بين الجانبين المشاورات الجارية حول مشروع قرار بمجلس الأمن بشأن التطورات في غزة والترتيبات الأمنية، في ضوء المداولات الجارية داخل المجلس.
وشدد عبد العاطي على أهمية أن يسهم القرار في تثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة الظروف لتحقيق سلام عادل وشامل.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع في السودان، تناول عبد العاطي أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار تمهيداً لإطلاق عملية سياسية مستدامة تضمن وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها.
وتطرق الجانبان خلال الاتصال إلى تطورات الملف النووي الإيراني، حيث جرى تبادل الرؤى حول سبل خفض التوتر في المنطقة، ودعم مسار الحلول الدبلوماسية.
وأكد عبد العاطي أهمية استمرار التعاون القائم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبناء الثقة المتبادلة بين الأطراف المعنية، بما يتيح فرصة حقيقية للتوصل إلى تسوية شاملة للملف النووي الإيراني.
“جهود مصرية لخفض التصعيد”
وكان وزير الخارجية المصري، قد شارك وقت سابق الأحد، في اتصالات هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، لمتابعة مستجدات الملف النووي الإيراني.
وأشارت الخارجية المصرية إلى أن الاتصالات “جرت في إطار الجهود المصرية المتواصلة لخفض التصعيد، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وذكرت أن الاتصالات “تناولت مسار التعاون القائم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي”.
وأشارت الخارجية المصرية إلى أن عبد العاطي أكد “أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى خفض التصعيد، وبناء الثقة وتهيئة الظروف اللازمة لاستمرار التعاون القائم، بما يتيح فرصة حقيقية للحلول الدبلوماسية، واستئناف الحوار بهدف التوصل إلى اتفاق شامل للملف النووي الإيراني يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي”.
وقالت الخارجية المصرية إن الاتصالات “تناولت التطورات المختلفة ذات الصلة بالدورة المقبلة لاجتماع مجلس المحافظين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأهمية استمرار الحوار في إطار الآليات متعددة الأطراف، بما يدعم منظومة عدم الانتشار النووي على المستويين الإقليمي والدولي، ويعزز الأمن والاستقرار الدوليين”.
“اتفاق القاهرة”
وفي 10 سبتمبر الماضي، وقعت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة المصرية القاهرة، اتفاقاً لاستئناف التعاون الفني بين الجانبين، ومنها الإجراءات العملية لعودة أنشطة تفتيش المنشآت النووية، وسط تحذيرات إيرانية من أن تطبيق عقوبات الأمم المتحدة يعني نهاية “الخطوات العملية” المنصوص عليها في الاتفاق.
ولكن إيران اعتبرت أن الاتفاق بات لاغياً، بعد إعادة الدول الأوروبية تفعيل آلية “سناب باك”، لفرض العقوبات الأممية على طهران.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، في تقرير سري إن إيران لم تسمح بعد للمفتشين بدخول المواقع النووية التي قصفتها إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو الماضي، مضيفةً أن التحقق من مخزون اليورانيوم المخصب “أمرٌ طال انتظاره”.

