رافق المؤسِّس في رحلته إلى الكويت ثم حملته على الرياض
كان صالح بن سبعان أحد الرجال المقربين من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، لم لا وهو رفيق الدرب وصديق الطفولة، فقد نشآ وترعرعا معاً، ورافق المؤسس في رحلته إلى الكويت ثم حملته إلى الرياض وله دور مشهود في معركة اقتحام المصمك، واشتهر بشجاعته وبأسه ولهذا السبب لُقب بـ”سبعان”، وكان يقود فرقة من الرجال تُسمى بـ”خبرة سبعان”.
مولده ونشأته
وُلد صالح بن إبراهيم بن سبعان بمدينة الرياض عام 1298هـ/ 1881م، تلقى مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن عن الشيخ محمد بن مصيبيح، وارتبط بالملك عبدالعزيز منذ طفولته بوصفه زميلاً وصديقًا، لينتقل معه لاحقًا في رحلة الرحيل عن الرياض مع الإمام عبدالرحمن بن فيصل.
رافق صالح، الملك عبدالعزيز منذ بداياته، فكان بين الرجال الذين شاطروا العائلة السعودية محنة الهجرة والتنقل حتى الوصول إلى الكويت، اشتهر بذكائه وكرمه ووفائه، وتوطدت علاقته بالمؤسس حتى صار أحد أقرب المقربين إليه منذ الصغر حتى الكهولة.
دوره في توحيد المملكة
شارك بن سبعان في رحلة الكويت إلى الرياض، واختاره الملك عبدالعزيز للتسلل إلى منزل عجلان ليلة دخول الرياض، إذ إن بينه وبين زوجة عجلان رضاعًا، وشارك في اقتحام المصمك، حيث جُرح جرحًا بالغًا كاد يودي بحياته، لكنه أصر على متابعة دوره إلى نهاية العملية، ثم كان من الملازمين الدائمين للملك بعد دخول الرياض.
أسند إليه المؤسس مهمة حراسته الدائمة، فصار قائد حرسه الخاص لعقود من الزمن، لم يتخلف عنه في معركة أو جولة، وحفظ بحضوره حياة المؤسس في مواقف عدة.
العلاقة مع الملك عبدالعزيز
أوفى صالح بن سبعان للملك عبدالعزيز ورافقه منذ صغره، وانتقل معه إلى الكويت وكان من أوائل مَن خرج معه لاسترداد الرياض، وبعد فتح الرياض لازم الملك عبدالعزيز وقاد حرسه الخاص حتى توفي عام 1939م أي قبل وفاة الملك عبدالعزيز بـ14 عامًا، ظلّ يلقى تكريم الملك في كل المحافل، وبقي اسمه يتردد بوصفه أقرب الرجال إلى قلب المؤسس وأشدهم وفاء وحرصاً على سلامته.
الوفاة
توفي صالح بن إبراهيم بن سبعان في الرياض سنة 1358هـ/ 1939م بعد مسيرة استثنائية من الولاء والبطولة، مخلفًا ذرية وسمعة عطرة في الرياض والطائف ومحافظات المملكة، كُرّم لاحقاً بإطلاق اسمه على الشوارع والمدارس.
منح الملك فهد بن عبد العزيز، بن سبعان، وسام الرواد، الذي يُمنح للرجال الذين شاركوا الملك عبدالعزيز في فتح الرياض، وذلك في عام 1419هـ الذي وافق الذكرى المئوية الأولى لفتح الرياض.