سادت حالة من الهدوء في بلدة عناز بوادي النصارى بريف حمص الغربي، عقب احتجاجات اندلعت إثر مقتل شابين وإصابة ثالث في إطلاق نار مساء الأربعاء، وذلك في إطار سلسلة حوادث شهدتها مناطق عدة في غرب سوريا، اتسمت بطابع طائفي، وتزامنت مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب المقررة يوم الأحد المقبل.
واغتيل شابان شقيقان هما وسام جورج منصور وشفيق منصور، فيما أُصيب شاب ثالث هو بيير حريقص بجروح بالغة، جرّاء إطلاق نار استهدفهم من قِبل ملثمين يستقلون دراجة نارية. ويخضع الشاب المصاب لعمليات إسعاف عاجلة، في حين تؤكد المصادر الطبية أن حالته لا تزال حرجة
كاميرا مراقبة توثق لحظة عملية اغتيال 3 أشخاص في بلدة عناز بمنطقة وادي النصارى في حمص pic.twitter.com/kZeRf1h23v
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) October 2, 2025
وانتشرت قوى الأمن الداخلي في منطقة وبلدات وادي النصارى بريف حمص الغربي، بهدف ضبط الأمن العام وملاحقة مرتكبي جريمة استهداف شباب في بلدة عناز.
من جهته، أدان قائد الأمن الداخلي في محافظة حمص، العميد مرهف النعسان الجريمة النكراء بأشد العبارات، وأكد الرفض المطلق لكل أشكال العنف التي تُهدد أمن المجتمع واستقراره، مشدداً على أن «الهدف من هذا العمل الإجرامي، هو زعزعة الأمن وإثارة الرعب في المنطقة، ومحاولة التأثير على العملية الانتخابية لمجلس الشعب».
وصرح المسؤول الأمني بأن الجهات المختصة باشرت فوراً اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطويق المنطقة، ومتابعة مجريات الحادث، والعمل على ضبط الجناة وتقديمهم إلى العدالة. ودعا المواطنين إلى التحلّي بالهدوء، وتجنّب الانجرار وراء الشائعات أو الاستفزازات، مع استمرار التحقيقات بدقة وحرص لكشف جميع ملابسات الحادث، وضمان إحالة كل مَن يثبت تورطه إلى القضاء المختص لينال الجزاء العادل.
وشهدت سوريا خلال الأيام الأخيرة مقتل مواطنين في قرية جدرين بريف حماة، وأعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على 3 متورطين في جريمة قتل بشعة شهدتها قرية جدرين بريف حماة قبل أيام، راح ضحيتها 4 أشخاص.
كما شهدت قرية حيالين في ريف حماة الغربي مقتل أشقاء 3 في جريمة مروعة، من عائلة الحماد، بعد اقتيادهم من قبل مجموعة ادعت انتماءها لجهة أمنية. وجرى العثور على جثثهم صباح الأربعاء على قارعة طريق شمال القرية.
في شأن متصل، قتل، فجر الأربعاء، الدكتور حيدر شاهين، أحد المرشحين لعضوية مجلس الشعب داخل منزله في قرية ميعار شاكر بريف طرطوس، بعد أن أطلق عليه الرصاص شخص ملثم. وأكّد مصدر أمني لموقع «تلفزيون سوريا» أن شاهين لقي مصرعه على الفور إثر الهجوم المسلح.
وأضاف المصدر أن منفذ العملية اقتحم المنزل وأطلق النار أمام زوجة الضحية وأولاده، مشيراً إلى أن قوات الأمن حضرت مباشرة إلى المكان لجمع الإفادات وفتح التحقيقات.
وأوضح أن التحقيقات لا تزال مستمرة لكشف ملابسات الحادث، وتحديد هوية المهاجم، وسط انتشار أمني مكثف في المنطقة.
وقال مدير «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، فضل عبد الغني، إن الجريمة «تُشكل تهديداً للمرشحين الآخرين»، مبيناً أنه «من المفترض أن يكون لهؤلاء المرشحين شكل من أشكال الحماية، وإلا فإنهم يخافون أن يترشحوا وينضموا».
وأضاف في تصريحات لـ«تلفزيون سوريا»، الخميس، أنه «جرى رصد تهديدات واستهدافات سابقة للعلويين الذين يرغبون في المشاركة في المجلس».