أمر زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، بتحديث وزيادة إنتاج بلاده من الصواريخ والمدفعية، ما يشير إلى أن بيونج يانج تتجه نحو زيادة إنتاج كل من الأسلحة النووية والتقليدية قبل مؤتمر الحزب الحاكم في مطلع العام المقبل 2026، حسبما نقلت “بلومبرغ”.
وقام كيم بتفقد المؤسسات العسكرية والصناعية الرئيسية لمراجعة إنتاج الربع الرابع من الصواريخ وقذائف المدفعية، ووافق على خطط تحديث مبدئية لتقديمها إلى المؤتمر التاسع لحزب العمال الحاكم، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الكورية المركزية، الجمعة.
ومن المتوقع أن تعقد بيونج يانج مؤتمرها الحزبي القادم، وهو تجمع رئيسي لتحديد أهداف السياسات العامة في البلاد، في مطلع عام 2026.
وكانت بيونج يانج، نشرت الخميس، صوراً تظهر تقدم العمل في بناء غواصة نووية تزن 8 آلاف و700 طن، بالإضافة إلى اختبار صاروخ جديد طويل المدى وعالي الارتفاع، قالت وكالة الأنباء الكورية المركزية، إنه أصاب هدفاً محاكى على ارتفاع 200 كيلومتر (124 ميلاً).
وقد زادت هذه الخطوات من التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد وصول غواصة أميركية نووية إلى ميناء بوسان في كوريا الجنوبية، الأسبوع الجاري، وفق “بلومبرغ”.
الردع الاستراتيجي
ووصف لي إم تشن، الأستاذ بمعهد الدراسات الشرقية بجامعة كيونجنام في سول، التفقدات الأخيرة لكيم، بأنها “سلسلة تحركات مخططة بعناية”.
وأضاف: “بينما ترمز الغواصة النووية إلى الردع النووي الاستراتيجي الموجه نحو الولايات المتحدة، تمثل الصواريخ وقذائف المدفعية قدرات الضرب التكتيكية المخصصة للاستخدام على شبه الجزيرة الكورية وفي المعارك الفعلية”.
ورافق كيم كبار المسؤولين من الحزب الحاكم، ومن هيئة الصواريخ الاستراتيجيية، وقطاع علوم الدفاع، إذ تلقى إحاطات بشأن الإنتاج والطاقة الإنتاجية، بحسب وكالة الأنباء المركزية.
ودعا الزعيم الكوري الشمالي، إلى توسيع خطط الإنتاج في العام المقبل، بما يتماشى مع الاحتياجات التشغيلية المتوقعة، وتقوية القاعدة التكنولوجية للمصانع لتوسيع الطاقة الإنتاجية بشكل متوازن.
وبالنظر إلى المستقبل، حث كيم على أن تمضي المشاريع العسكرية والصناعية المخطط لها حديثاً، حسب الجدول الزمني بعد مؤتمر الحزب الحاكم، وأن تواصل المصانع القائمة تحديث هياكل الإنتاج لتحسين الكفاءة والعملية.
تبادل الخبرة مع روسيا
وقد تستخدم كوريا الشمالية، الخبرة التكنولوجية المكتسبة من تبادل الأسلحة مع روسيا، بما في ذلك قذائف المدفعية والصواريخ والجنود، لتحديث مصانعها القديمة إلى منشآت رقمية وآلية، وهو تحول يشير إلى طموحها لتجاوز مجرد الردع النووي نحو صناعة دفاعية أكثر اعتماداً على التكنولوجيا، وفقاً لما قاله لي.
في المؤتمر السابق لحزب العمال، الذي عُقد في يناير 2021، اعتبر كيم جونج أون، إنتاج غواصة نووية، “أحد أهم مشروعات الأسلحة لديه”.
وعندما يجتمع المسؤولون في كوريا الشمالية، العام المقبل، من المتوقع أن يراجعوا التقدم نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية، بالإضافة إلى اعتماد أهداف جديدة لتحديد سياسات الحزب الحاكم.
وكانت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، انتقدت، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، دخول غواصة أميركية تعمل بالطاقة النووية إلى ميناء كوري جنوبي، ووصفت الأمر بأنه “تصعيد للتوتر العسكري” في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة.
اعتبرت كوريا الشمالية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن اليابان تظهر هي الأخرى نية لامتلاك أسلحة نووية، يحمّسها في ذلك تحرك كوريا الجنوبية لتطوير غواصة نووية.

