قال مصدران مطلعان على المحادثات إن مقاتلي حركة “حماس” المتحصنين في منطقة رفح التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة، سيسلمون أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع، بموجب اقتراح لحل مشكلة ينظر إليها على أنها خطر على وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر.
وأوضح المصدران لـ”رويترز” أن ذلك يأتي في إطار اقتراح يهدف إلى حل مشكلة تُعد تهديداً لوقف إطلاق النار المستمر منذ شهر، والذي دخل حيز التنفيذ في غزة في العاشر من أكتوبر.
وكان موقع “أكسيوس” الأميركي أورد أن إدارة الرئيس دونالد ترمب قدمت لإسرائيل اقتراحاً لحل الأزمة يقضي بدعوة المقاتلين العالقين في الأنفاق للاستسلام، وتسليم أسلحتهم لطرف ثالث مثل مصر، أو قطر، أو تركيا.
ونقلت “رويترز” عن أحد المصدرين، والذي وصفته بـ”مسؤول أمني مصري”، قوله إن الوسطاء المصريين اقترحوا أن يسلم المقاتلون الذين لا يزالون في رفح أسلحتهم إلى مصر، وإعطاء تفاصيل عن الأنفاق هناك، حتى يتسنى تدميرها مقابل الحصول على ممر آمن.
وذكر المصدران أن إسرائيل، و”حماس” لم تقبلا بعد مقترحات الوسطاء، وأكد مصدر ثالث أن المحادثات بشأن هذه القضية جارية.
وقال اثنان من المصادر إن مقاتلي “حماس” في رفح، الذين قال الجناح المسلح للحركة إنه فقد الاتصال بهم منذ مارس الماضي، ربما لم يكونوا على علم بوقف إطلاق النار، وأضاف أحدهم أن إخراج المقاتلين يصب في صالح الحفاظ على الهدنة.
ولم تذكر المصادر عدد مقاتلي حماس الذين قد يكونون متحصنين في منطقة رفح.
وأطلقت “حماس” سراح آخر المحتجزين الأحياء وعددهم 20، وسلمت أيضاً 22 جثماناً من أصل 28 محتجزاً، وفي المقابل تم الإفراج عن ما يقرب من 2000 أسير فلسطيني، وسلمت إسرائيل جثامين 285 فلسطينياً في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وقالت “حماس” إن الدمار الذي لحق بغزة جعل من الصعب العثور على الجثث. وتتهم إسرائيل الحركة بالمماطلة.
ولم يتم الاتفاق بعد على تفاصيل المرحلة التالية من خطة ترمب، والتي تتضمن نزع سلاح “حماس”، والتخلي عن السيطرة على غزة.
أزمة مقاتلي حماس العالقين في رفح
وكان موقع “أكسيوس” كشف أن الولايات المتحدة تريد استخدام أزمة مقاتلي حركة “حماس” العالقين في أنفاق رفح نموذجاً محتملاً لنزع سلاح الحركة.
وقال الموقع إن إدارة الرئيس دونالد ترمب قدمت لإسرائيل اقتراحاً لحل الأزمة يقضي بدعوة المقاتلين العالقين في الأنفاق للاستسلام، وتسليم أسلحتهم لطرف ثالث مثل مصر، أو قطر، أو تركيا.
وأضاف أن مقترح إدارة ترمب يقضي بأن تمنح إسرائيل العفو للمقاتلين بعد تسليم أسلحتهم للطرف الثالث، بشرط التعهد بعدم العودة للنشاط العسكري.
وقال مسؤول إسرائيلي لـ”أكسيوس” إن إسرائيل تتواصل مع أميركا حول المقترح، لكنها لا توافق حالياً على جميع عناصره، مشيراً إلى أن إسرائيل تشترط إعادة جثمان ضابط إسرائيلي احتجز في غزة منذ أكثر من 11 عاماً قبل السماح بالمرور الآمن لمقاتلي “حماس”.
لكن موقع “أكسيوس” نقل عن مسؤول أميركي قوله إن على الإسرائيليين “التوقف عن التصرف بطريقة طفولية وألا يسمحوا لقضية صغيرة كأزمة رفح بتقويض قضية استراتيجية كـ”اتفاق غزة”.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 عن سقوط ما يقرب من 69 ألف فلسطيني، منهم 241 قتلوا منذ سريان وقف إطلاق النار. وإصابة مئات الآلاف وتدمير 90% من القطاع.

