حالة من القلق تفرض نفسها على أهالي بلدة كودنة السورية مع إقامة قاعدتين عسكريتين إسرائيليتين على أراضيهم، الواقعة في الريف الجنوبي لمحافظة القنيطرة، على الشريط الحدودي ضمن «خط فضّ الاشتباك» لـ«اتفاقية 1974»، الذي اخترقته إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد البائد.
ومع حلول موسم جني الزيتون، يواجه أهالي البلدة، المقدر عددهم بأكثر من ألفي نسمة، صعوبة في الوصول إلى بساتينهم لجني المحصول والحفاظ على حياة مواشيهم تحت تهديد التوغلات والدوريات الإسرائيلية التي تنطلق من إحدى القاعدتين في «التل الأحمر» التابع للبلدة، باتجاه ريفي المحافظة الأوسط والجنوبي، وفق ما قاله الأهالي لـ«الشرق الأوسط».

وبعد غياب شمس كل يوم، تدخل بلدة كودنة في حالة أشبه بحظر تجول، فلا أحد يجرؤ على زيارة أقاربه ومعارفه في القرى المجاورة كما جرت العادة قبل أن يزرع الاحتلال الإسرائيلي قاعدتيه في أبريل (نيسان) الماضي… «تغير نمط الحياة، وهيمن القلق والخوف من مداهمات متكررة واعتقالات تعسفية، وإطلاق الجنود النار ليلاً؛ مما يثير الرعب في نفوس المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء».
يقول الشيخ أبو عدي الطحان، أحد سكان البلدة، لـ«الشرق الأوسط» إن الأهالي «يعانون من كثافة التوغلات الإسرائيلية وتفتيش المنازل بحجة البحث عن السلاح، ومؤخراً جرت مداهمة منزل إحدى العائلات ومصادرة جوازات سفر أبنائها».

وأوضح الطحان أن «قوات الاحتلال تسيّر دوريات وتنفذ مداهمات بشكل متقطع؛ مما يبقي الأهالي في حالة قلق وخوف دائمة، تضاف إلى معاناتهم من قطع مورد الرزق؛ إذ إن غالبيتهم يعيشون من الزراعة وتربية المواشي، لكنهم لا يتمكنون من الوصول إلى أراضيهم الزراعية لجني المحاصيل، لا سيما الزيتون الذي يعدّ محصولاً رئيسياً… كما تمنع قوات الاحتلال وصول الرعاة إلى محيط تمركزها».
بدوره، يقول أبو حسن الطحان، وهو مالك أحد بساتين الزيتون الذي يحوي نحو 5 آلاف شجرة، إن قوات الاحتلال تمنعه الآن من جني محصوله.

ووفق الأهالي، فإن إقامة إسرائيل قاعدة عسكرية في «التل الأحمر» الغربي حرم أهالي البلدة من البئر الموجودة في التل، التي تعدّ المصدر الرئيسي لتزويدها بالمياه، «وأصبح الاحتلال يتحكم في مواعيد التشغيل وضخ المياه؛ مما دفع الأهالي إلى شراء المياه بالصهاريج لتفادي العطش، رغم الأعباء المالية الثقيلة».
ويقول الشيخ أبو عدي الطحان إن «قوات الاحتلال تقترح على أهالي القرى الحدودية التي تتوغل فيها، كقرية العشة، حفر بئر مجاناً، بينما تحرم أهالي بلدة كودنة من مصدر تزويدها بالمياه، وتتعمد أن تكون فترات التشغيل والضخ متقطعة ومتباعدة».

									 
					