دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع جميع النواب إلى الامتناع عن حضور الجلسة التشريعية التي دعا لها رئيس مجلس النواب نبيه بري غدًا الخميس، معتبراً أن المجلس النيابي اليوم أصبح “مزعةً لرئيسه”، مطالباً بإعادة العمل وفق الدستور والنظام الداخلي واحترام رأي الأغلبية النيابية.
وجاءت دعوة جعجع خلال العشاء السنوي لجهاز الخدمات الطبية في مقر الحزب في معراب، بحضور عدد من النواب والشخصيات الدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية. وأكد أن هدف تحركه السياسي هو إحياء المجلس النيابي وليس تعطيله، مشدداً على أن أي اصلاح في الدولة يجب أن يبدأ من مجلس النواب نفسه.
وأشار جعجع إلى أن اقتراح قانون معجّل لتعديل قانون الانتخابات مُقدّم منذ سبعة أشهر لم يُدرج على جدول أعمال المجلس، معتبراً أن رئيس المجلس ينتهك النظام الداخلي والعرف البرلماني، ويخلق العراقيل لتعطيل العمل التشريعي، رغم أن المشروع مرتبط بمهل دستورية لإجراء الانتخابات.
وأكد أن القانون المعجّل الذي أرسلته الحكومة كان يجب أن يُحال فوراً إلى الهيئة العامة للمجلس، موضحاً أن الرئيس بري أخره بحجة انتظار رأي وزارة الداخلية، وهو ما وصفه جعجع بـ”حجّة واهية”، معتبرًا أن “كل عرقلة يمكن للرئيس إيجادها، مهما كانت، مجرد تعمد تعطيل العملية الديمقراطية”.
على الصعيد السياسي، شدّد جعجع على أن لبنان يسير في الاتجاه الصحيح رغم البطء في الإنجازات، مشيراً إلى أن مسؤولية المواطن كبيرة في مراقبة النواب ومحاسبتهم على أدائهم خلال الدورة الانتخابية، وعدم الاكتفاء بالتصويت لأشخاص بسبب العلاقات العائلية أو المجتمعية.
كما دعا إلى تمييز الصوت الخاطئ عن الصوت غير المفيد، موضحاً أن الصوت الخاطئ هو التصويت لقوى الممانعة أو التيار الوطني الحر، أما الصوت غير المفيد فهو التصويت لشخصيات طيبة لكنها غير قادرة على ممارسة تأثير سياسي حقيقي. وأكد أن مجلس النواب يشبه “حلبة مصارعة”، والنائب الذي لا يواجه التحديات السياسية يظل خارج المعركة، ما يضر بالمواطن والدولة على حد سواء.
وفي سياق آخر، أثنى جعجع على دور الشباب والناخبين، مشدداً على أن مصير لبنان بأيدي اللبنانيين أنفسهم، وليس بيد الولايات المتحدة أو الدول العربية، داعياً الجميع إلى تحمل المسؤولية واختيار النواب الأكفأ لتمثيلهم بجرأة وكفاءة.
من جهته، رئيس جهاز الخدمات الطبية انطوان أبو حبله ركز على البعد الإنساني والاجتماعي للعمل السياسي والخيري، مشيراً إلى أن مهمة الجهاز هي ضمان حق كل لبناني في الصحة والكرامة، وعدم ترك أي إنسان عاجز أمام باب المستشفى أو مضطر لاختيار بين الدواء والطعام. وأكد أن لبنان قد يمر بصعوبات اقتصادية وسياسية، لكن التضامن والرحمة يجب أن يظلّ أساسًا في مواجهة التحديات.
وأشاد أبو حبله بمواقف جعجع وزوجته ستريدا جعجع، واصفاً إياهم بالرموز الوطنية التي تثبت أن السياسة الحقيقية تلتزم بخدمة الإنسان قبل أي اعتبار آخر. وختم بالقول: “وقتا تكون القوات بخير، لبنان بخير”، مؤكداً على أن العمل السياسي والخيري يجب أن يسير جنبًا إلى جنب لتحقيق وطن قادر على حماية مواطنيه وتأمين مستقبل أفضل للشباب.
وتخلل اللقاء عزف للنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب “القوات اللبنانية”.
المصدر: وكالة الانباء المركزية

