تسود أجواء تفاؤل حذر مفاوضات شرم الشيخ بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب في غزة، خاصة مع انطلاق الجلسات المسائية، الأربعاء، إذ تحدث مسؤولون ومصادر عدة عن “مؤشرات إيجابية” في المحادثات غير المباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل، وسط توقعات بإمكانية التوصل هذا الأسبوع إلى اتفاق يتضمن صفقة للإفراج عن المحتجزين، ووقف إطلاق النار.
وأفاد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأن المفاوضات بشأن غزة أحرزت، الأربعاء، “تقدماً كبيراً”، معرباً عن “تفاؤله”، لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن “هناك عملاً ما زال يتعين إنجازه”.
وقال روبيو لدى مغادرته غداء الجمهوريين في مجلس الشيوخ: “نتلقى تقارير إيجابية جداً، وحتى قبل نحو ساعة.. لكننا نشعر أننا حققنا تقدماً كبيراً اليوم، وما زال هناك عمل ينبغي إنجازه، لكن التقارير إيجابية وبناءة”.
وأضاف: “أشعر بالتفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق، ونأمل أن يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين.. هناك تقدم جيد، لكن كل شيء يبدأ بعودة المحتجزين إلى ديارهم، وأعتقد أن علينا أن نكون متفائلين، مع الإقرار بأن العمل لم يكتمل بعد”.
وجدد الوزير الأميركي التأكيد على أن الاتفاق المقترح ينص على إطلاق سراح المحتجزين “بشكل شبه فوري”، مضيفاً: “نود أن يتم الإفراج عنهم خلال 72 ساعة، وفقاً لما تنص عليه الخطوط العريضة للاتفاق”.
ولدى سؤاله عما إذا كان انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة سيتم وفق الجدول الزمني نفسه الخاص بالإفراج عن المحتجزين، أوضح روبيو، أن هذه التفاصيل ما زالت قيد التفاوض.
وقالت عدة مصادر مطلعة على محادثات شرم الشيخ أو مشاركة فيها لموقع “أكسيوس” إن مسؤولين أميركيين، وإسرائيليين، وقطريين أعربوا عن “تفاؤلهم” بإمكانية التوصل هذا الأسبوع إلى اتفاق ينهي حرب غزة.
وأشار الموقع، إلى أن هدف المفاوضات هو الإعلان عن اتفاق هذا الأسبوع، والبدء في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأسبوع المقبل، موضحاً أن المحادثات تبحث حالياً شروط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من غزة، وهويات الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم، وهي قضايا وصفها بأنها “بالغة الحساسية”.
وذكر مسؤولان في البيت الأبيض، أنه جرى إحراز “تقدم جيد” في المفاوضات، وأن التوصل إلى اتفاق “قد يتم خلال أيام”، وقال مسؤول إسرائيلي كبير، إن “هناك تقدماً، ونشعر بتفاؤل حذر”، فيما أشار مصدر مطلع، إلى أن “الوسطاء القطريين يعتقدون أن الاتفاق يمكن أن يُبرم، الجمعة المقبل”.
“مؤشرات إيجابية”
ونقلت شبكة CNN الأميركية عن مصدرين مطلعين قولهما، إن “هناك مؤشرات إيجابية ظهرت خلال محادثات وقف إطلاق النار في غزة”، التي يشارك فيها مبعوث دونالد ترمب الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر.
وذكر المصدران، أن “المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل لم تفضِ بعد إلى اتفاق، لكن الانطباع السائد بين المشاركين هو أن التوصل إلى اتفاق قد يتم هذا الأسبوع”.
وخلال الساعات الماضية، توالت تصريحات من مصادر إسرائيلية حول قرب التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، إذ قالت “قناة 12” الإسرائيلية، إن مسؤولين يعتقدون أنّ الاتفاق قد يُبرم خلال 24 إلى 36 ساعة.
وذكرت القناة أن حركة “حماس” قدّمت معلومات عن المحتجزين الأحياء، وعددهم 20، فيما تواصل البحث عن جثامين القتلى، مع التأكيد على أنه لا يوجد ضمان بالعثور على الجميع.
حكومة نتنياهو تستعد
وقالت القناة، إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شرعت بالفعل في إعداد مقترح سيُعرض على الوزراء للتصويت في أقرب وقت ممكن.
من جهتها، أعربت مصادر إسرائيلية ودبلوماسية لصحيفة “جيروزالم بوست”، عن تفاؤلها بالتوصل إلى اتفاق، مشيرةً إلى إمكانية إبرام الصفقة، الجمعة.
وكانت “حماس” قالت إنها سلمت قوائم بأسماء المحتجزين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم بموجب اتفاق تبادل.
ومن المتوقع أن تتضمن قائمة المعتقلين الفلسطينيين الذين تريد “حماس” الإفراج عنهم بعض أبرز الأسرى في إسرائيل، وكانت مسألة الإفراج عنهم غير قابلة للتفاوض في محادثات وقف إطلاق النار السابقة، بحسب وكالة “رويترز”.
وذكر مصدر فلسطيني مقرب من المحادثات لـ”رويترز”، أن القائمة تتضمن مروان البرغوثي القيادي في حركة “فتح”، وأحمد سعدات زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويقضي كلاهما أحكاماً متعددة بالسجن المؤبد.
لكن مصدر قال لـ”جيروزالم بوست” إنه “وفقاً للصيغة الحالية للاتفاق، فلن يتم الإفراج عن مروان البرغوثي، وأحمد سعدات”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر مطلعة أن بعض الوسطاء العرب يعتقدون بإمكانية إقناع حركة “حماس” بنزع سلاحها جزئياً، في خطوة تندرج ضمن خطة ترمب، لطالما اعتبرتها الحركة الفلسطينية خطاً أحمر.
وقال طاهر النونو، عضو وفد “حماس” المشارك في محادثات شرم الشيخ، إن الحركة “عبرت عن تفاؤلها بالتوصل إلى اتفاق”، مشدداً على أنه “قدم الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق”.
السيسي يدعو ترمب لحضور توقيع “اتفاق غزة”
من جهته، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق الأربعاء، نظيره الأميركي لحضور توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في مصر، حال التوصل إليه.
وقال السيسي في كلمة خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة المصرية: “ما وصلني عن مفاوضات شرم الشيخ مشجع”، موضحاً أن “الوفود لديها تكليف قوي من ترمب لإنهاء الحرب خلال جولة المفاوضات الحالية”.
كما ذكر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، أن المفاوضات أحرزت “تقدماً كبيراً”، وإنه سيتم إعلان وقف إطلاق النار في حال التوصل إلى نتيجة إيجابية.
وأضاف فيدان أن المحادثات تركز على ضمان وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى، والسماح بدخول المزيد من المساعدات وتنسيق جدول زمني لانسحاب القوات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن هناك “عنصرين أو 3 فقط” بحاجة إلى توضيح قبل إعلان وقف إطلاق النار، مبيناً أن زيادة المساعدات الإنسانية نوقشت إلى جانب شروط تبادل الأسرى والمحتجزين والوجود العسكري الإسرائيلي.