لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإمكانية التدخل لمنع مدينة لوس أنجليس من استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2028، مبرراً موقفه بمخاوف أمنية تتعلّق بازدياد الحرائق والفوضى في الولاية، كما هدّد بنقل مباريات كأس العالم 2026 من بوسطن إلى مدينة أخرى، في تصعيد جديد يعكس توتراً سياسياً داخل ملفي الاستضافة العالميين.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن ترمب صرّح خلال مؤتمر صحافي جمعه بالرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في البيت الأبيض بأن سلامة المدن الأميركية المستضيفة ليست مضمونة، ملمحاً إلى أنه سيتواصل مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو إذا شعر بأن الأوضاع غير آمنة، قائلاً: «سأتصل بجياني، وسننقل المباريات إلى مكان آخر إن اقتضى الأمر، الأمر بسيط للغاية».
وأضاف أن العمدة ميشيل وو، رئيسة بلدية بوسطن: «تنتمي إلى اليسار المتطرف، وتسمح بفوضى في شوارع المدينة».
وتأتي هذه التصريحات بعد انتشار ظاهرة «استيلاء الشوارع» في بوسطن، وهي تجمعات ليلية شبابية تنظم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاستعراض السيارات في الطرق العامة، تحوّلت في الأسابيع الأخيرة إلى أعمال عنف، شملت الاعتداء على رجال شرطة وإحراق سيارات دورية، ما أثار قلقاً أمنياً واسعاً في الولاية.
ترمب الذي لا يمتلك صلاحية قانونية لنقل الأحداث الرياضية يواصل مع ذلك استخدام نفوذه السياسي للضغط على الجهات المنظمة. وسبق له أن هاجم مدينتي سياتل وسان فرانسيسكو في سبتمبر (أيلول) الماضي، واصفاً إياهما بأنهما «تحت إدارة يسارية متطرفة لا تعرف ما تفعل»، مؤكداً أن «الأمن في تلك المدن لم يعد مضموناً».
«الغارديان» أوضحت أن تهديدات ترمب تأتي في وقت يشهد تقارباً علنياً بينه وبين رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو، الذي ظهر إلى جانبه في أكثر من مناسبة رسمية، آخرها في قمة غزة بمصر مطلع العام الحالي، كما أهداه كأس العالم للأندية وكأس العالم للرجال اللتين تزينان حالياً المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.
غير أن نائب رئيس «فيفا»، فيكتور مونتالياني، ردّ على تصريحات ترمب من لندن، مؤكداً أن البطولة تقع تحت ولاية الاتحاد الدولي فقط، وقال: «كأس العالم شأن رياضي لا سياسي، والقرارات بشأن المدن المستضيفة يتخذها (فيفا) وحده، فمهما بلغت مكانة القادة تبقى كرة القدم أكبر من السياسة».
الجدل الذي أثارته تصريحات ترمب ألقى بظلاله على الأجواء التحضيرية لكأس العالم 2026 والأولمبياد المقبلة، إذ يرى مراقبون أن الرئيس الأميركي يسعى إلى توظيف الحدثين الرياضيين الأكبر في العالم ورقةً سياسيةً داخليةً، في وقت تتصاعد فيه حدة الاستقطاب مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.