ترمب يقر بتأثير الرسوم على أسعار السلع الغذائية ويلغي بعضها

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إلغاء الرسوم الجمركية على بعض المواد الغذائية، وسط ضغوط متزايدة على الإدارة لمكافحة ارتفاع الأسعار التي واجهها المستهلكون منذ سريان الرسوم العالمية.

وأعلنت إدارة ترمب، إلغاء الرسوم الجمركية على منتجات غذائية تشمل، لحوم الأبقار، والقهوة، والفواكه الاستوائية، ومجموعة كبيرة من السلع الأخرى، في محاولة لخفض الأسعار.

وكان ترمب ركز خلال ولايته الثانية على فرض رسوم باهظة على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة على أمل تشجيع الإنتاج المحلي.

ويعد تراجعه المفاجئ عن سياسة التعريفات الجمركية التي فرضها على العديد من السلع الأساسية الرئيسية في النظام الغذائي الأميركي أمراً بالغ الأهمية، ويأتي ذلك بعد أن أشار الناخبون خلال انتخابات هذا الشهر إلى المخاوف الاقتصادية باعتبارها قضيتهم الأولى، ما أدى إلى فوز كبير للديمقراطيين في فرجينيا ونيوجيرسي، وسباقات رئيسية أخرى في جميع أنحاء البلاد، حسبما نقلت “أسوشيتد برس”.

وقال ترمب على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه إلى فلوريدا، بعد ساعات من الإعلان عن إلغاء الرسوم: “قمنا لقد فقط بالتراجع قليلاً عن (رسوم) بعض الأطعمة مثل القهوة”.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت تعريفاته الجمركية ساهمت في زيادة الأسعار على المستهلكين، أقرّ ترمب بذلك، قائلاً: “أقول إنها ربما يكون لها هذا التأثير في بعض الحالات”، مضيفاً: “ولكن إلى حد كبير تحملتها دول أخرى”.

وفي الوقت نفسه، لا يزال التضخم مرتفعاً، على الرغم من تصريحات ترمب بشأن اختفائه (التضخم)، منذ توليه منصبه في يناير الماضي، ما يزيد من الضغط على المستهلكين الأميركيين.

أصرت إدارة ترمب على أن تعريفاتها الجمركية ساعدت في ملء خزائن الحكومة، ولم تكن عاملاً رئيسياً في ارتفاع الأسعار في متاجر البقالة في جميع أنحاء البلاد؛ لكن الديمقراطيين سارعوا إلى تصوير خطوة، الجمعة، على أنها اعتراف بأن سياسات ترمب تضر بالمصالح المالية للأميركيين.

وقال النائب الديمقراطي عن ولاية فرجينيا، دون باير، في بيان: “الرئيس ترمب يعترف أخيراً بما كنا نعرفه دائماً: إن تعريفاته الجمركية ترفع الأسعار على الشعب الأميركي”.

وأضاف: “بعد الهزيمة في الانتخابات الأخيرة؛ بسبب غضب الناخبين من إخلال ترمب بوعوده بإصلاح التضخم، يحاول البيت الأبيض تصوير هذا التراجع عن الرسوم الجمركية على أنه تحول إلى القدرة على تحمل التكاليف”.

مخاوف بشأن فاتورة البقالة

وذكرت “أسوشيتد برس”، أن ترمب فرض التعريفات الجمركية على معظم دول العالم في أبريل الماضي، ولا يزال هو وإدارته يقولون إن التعريفات الجمركية لا تزيد من أسعار المستهلكين، رغم أدلة اقتصادية تشير إلى عكس ذلك.

وأشارت إلى أسعار لحوم الأبقار التي سجلت ارتفاعاً قياسياً، شكلت مصدر قلق خاص، حتى أن ترمب قال إنه يعتزم اتخاذ إجراءات لمحاولة خفضها. وكانت التعريفات الجمركية التي فرضها على البرازيل، وهي مصدر رئيسي للحوم البقر، أحد العوامل التي أدت إلى ذلك.

ووقع ترمب أمراً تنفيذياً يلغي أيضاً التعريفات الجمركية على الشاي وعصير الفاكهة والكاكاو والتوابل والموز والبرتقال والطماطم وبعض الأسمدة. 

وبعض المنتجات المشمولة بالأمر التنفيذي، لا تُنتج في الولايات المتحدة، ما يعني أن التعريفات الجمركية التي تهدف إلى تحفيز الإنتاج المحلي لم يكن لها تأثير يذكر؛ لكن خفض التعريفات الجمركية سيعني على الأرجح انخفاض الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأميركيين.

من جانبها، أشادت رابطة الصناعات الغذائية، التي تمثل تجار التجزئة والمنتجين ومجموعة متنوعة من الشركات والخدمات الصناعية ذات الصلة، بخطوة ترمب لتوفير “تخفيف سريع للتعريفات الجمركية”، مشيرة إلى أن الضرائب الأميركية على الواردات “عامل مهم” في “مزيج معقد” من مشكلات سلاسل التوريد.

واعتبرت الرابطة في بيان لها، إعلان الرئيس ترمب بتخفيض الرسوم الجمركية على قطاع كبير من الواردات الغذائية، “خطوة حاسمة تضمن استمرار الإمدادات الكافية بأسعار يمكن للمستهلكين تحملها”.

وفي تفسيره لتخفيضات التعريفات الجمركية، قال البيت الأبيض، الجمعة، إن بعض الرسوم الأصلية التي كان ترمب يفرضها على كل دول العالم تقريباً قبل أشهر لم تعد ضرورية في الواقع؛ نظراً للاتفاقيات التجارية التي أبرمها منذ ذلك الحين مع شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة.