صعّدت أجهزة الأمن التركية حملتها على تنظيم «داعش» الإرهابي، عقب هجوم على مركز للشرطة في ولاية إزمير غرب البلاد نفذه صبي يشتبه بانتمائه للتنظيم.
وأعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، أن قوات الأمن ألقت القبض على 161 شخصاً يشتبه في انتمائهم لتنظيم «داعش» خلال أسبوع.
وقال يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس» الجمعة، إن المشتبه بهم كانوا ناشطين في التنظيم وقدموا دعماً مالياً له، وأُلقي القبض عليهم في حملة موسعة شملت 38 ولاية من أصل 81 ولاية في البلاد، بما في ذلك المدن الثلاث الكبرى: أنقرة وإسطنبول وإزمير.
«161 DEAŞ Terör Örgütü Üyesi Şüpheli yakalandı«DEAŞ terör örgütü içerisinde faaliyet yürüten veTerör örgütüne finansal destek sağladığı tespit edilen 161 şüpheliyi son 1 hafta içinde yaptığımız eş zamanlı operasyonlarla yakaladık.İl Emniyet Müdürlükleri Terörle Mücadele… pic.twitter.com/KDxbAJPLJ7
— Ali Yerlikaya (@AliYerlikaya) September 12, 2025
وأضاف أنه تم ضبط أسلحة غير مرخصة ووثائق ومواد رقمية تروج لفكر تنظيم «داعش» الإرهابي خلال المداهمات.
تصعيد العمليات الأمنية
وأطلقت السلطات التركية حملة مكثفة جديدة تستهدف تنظيم «داعش»، عقب الهجوم الذي نفذه صبي في الـ16 من عمره، يشتبه في اعتناقه فكر تنظيم «داعش» الإرهابي، على مركز للشرطة في مقاطعة بالتشوفا التابعة لولاية إزمير، الاثنين الماضي، والذي أسفر عن مقتل شرطيين وإصابة اثنين آخرين ومدني.
وأعلنت السلطات التركية، الثلاثاء، توقيف 27 شخصاً على صلة بالهجوم الذي تعرض له مركز الشرطة، بينهم والدا منفذ الهجوم، اللذان أفادا بأنهما لاحظا اعتناقه أفكاراً متطرفة، وبقاءه لساعات طويلة جالساً إلى جهاز الحاسوب والهاتف، وأنهما حذراه مراراً، بعدما بدأ يتطرف أكثر تدريجياً وينعت المحيطين به بـ«الكفر».
كما ألقت قوات الشرطة في منطقة أسنيورت في إسطنبول القبض على أحد الإيرانيين (32 عاماً)، كان يتواصل باستمرار مع منفذ الهجوم، وتردد أنه على صلة بتنظيم «داعش».
وكشفت منشورات لمنفذ الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي قبل تنفيذه الهجوم، عن اعتناقه فكر «داعش»، وتضمنت كتاباته حديثاً عن ذهابه إلى «الشهادة»، إضافة إلى دعوات لنصرة الإسلام والمسلمين، والحث على قتال الظالمين، وفق وسائل إعلام تركية.
وأفرجت نيابة إزمير، لاحقاً، عن 16 صبياً بموجب قانون حماية الأطفال، لكن المواطن الإيراني ووالدَي منفذ الهجوم لا يزالون محتجزين.
وعلى أثر الهجوم، وما تردد عن صلات لمنفذه بتنظيم «داعش» الإرهابي، نفذت قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول، الثلاثاء، عملية مداهمة في كثير من المواقع، بموجب مذكرة توقيف أصدرها مكتب المدعي العام للمدينة، قُبض خلالها على 19 أجنبياً من عناصر التنظيم.
وحددت نيابة إسطنبول هوية 10 أعضاء أجانب في «داعش»، توافرت معلومات تُشير إلى «صلتهم بالتنظيم وارتباطهم بمناطق نزاع (في سوريا والعراق)»، وعَدّتهم تهديداً لتركيا.
كما حدّدت 9 أشخاص تربطهم صلات بـ«داعش»، وينشطون في الترويج لمنشوراتٍ داعمة للتنظيم الإرهابي ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدمون تطبيقاتٍ تُسهل أنشطة التنظيم الدعائية الحالية واتصالاته التنظيمية.
ونفذت مداهمات على 21 عنواناً في 12 منطقة بإسطنبول قُبض خلالها على المطلوبين. كما ألقت قوات مكافحة الإرهاب في أنطاليا، جنوب تركيا، القبض على 10 من عناصر «داعش» في عملية نفذتها الأربعاء.
حملات مكثفة
وكانت أجهزة الأمن التركية كثفت، خلال الأشهر الأخيرة، عملياتها التي تستهدف كوادر التمويل والدعاية والترويج في «داعش»، وتنفذ حملات تستهدف عناصر وخلايا التنظيم، وأسفرت عن ضبط عدد من كوادره القيادية، ومسؤولي التسليح والتمويل والتجنيد.
وألقت قوات الأمن التركية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، القبض على مئات من عناصر تنظيم «داعش» ممن نشطوا في صفوفه في العراق وسوريا، وقاموا بأنشطة للتمويل، داخل تركيا، في حملات شملت كثيراً من الولايات في أنحاء البلاد.
وأدرجت تركيا «داعش» على لائحتها للإرهاب عام 2013، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن، أو نُسب إليه، تنفيذ هجمات إرهابية في الفترة من 2015 إلى مطلع 2017، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات.