حثَّ المختصين على الاهتمام باستحداث مراكز بحثية متنوعة
حثَّ رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الأمير تركي الفيصل، على عدم خشية الحملات الغربية “الشعواء” ضد المملكة، كما حثَّ المختصين على الاهتمام باستحداث مراكز بحثية متنوعة، وأكد أن هذه المراكز مهمة للغاية في الدول.
ووصف المراكز البحثية بأنها أدوات للعطاء في المجتمعات، وتسهم في التلاقح الفكري بين الناس، وتكتسب أهمية خاصة لكونها تملك نوعًا من الاستقلالية في الرأي عن المصادر الرسمية، وأنها تمنح بذلك فرصة للخروج عن سياقات النمط الرسمي في تبادل الأفكار، مبديًا ارتياحه لوجود ما سمّاه وعيًا بحثيًا وفكريًا (في السعودية) في شتى المجالات.
لا خشية لدينا من أن نفتح الأبواب والنوافذ للآخرين أن يأتوا ويطّلعوا بأنفسهم
وأشار الفيصل، خلال جلسة حوارية نظمها كرسي د. إبراهيم المهنا لإعلام الطاقة والإعلام المتخصص في جامعة الملك سعود الخميس الماضي، إلى القوة الهائلة لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على المجتمعات حول العالم، مؤكدًا أن هذه الوسائل أحدثت تحولًا جذريًا إيجابيًا في مواقف الشعوب العالمية تجاه القضية الفلسطينية.
واعتبر خروج مئات الألوف من كل دول العالم يتظاهرون في الشوارع والميادين، وهم يطالبون بحرية واستقلال فلسطين وقيام دولة فلسطينية “معجزة”، مستطردًا: “ما كنت أحلم بهذا الشيء قبل نشوء شبكات التواصل الاجتماعي”.
وأكد أن وسائل التواصل الاجتماعي نجحت في كسر القيود التي كانت سائدة قبل ظهور تلك الوسائل، وبينما حثّ الفيصل على اتفاق دول العالم على رؤى موحدة لوضع ضوابط مناسبة بشأن الذكاء الاصطناعي، فإنه أبدى مخاوفه من “الإنترنت المظلم”، مشيراً إلى أنه يحتوى على “أمور مرفوضة وغسيل أموال”، وأن ذلك يحدث لعدم وضع ضوابط للإنترنت عند نشأته.
وحثّ تركي الفيصل، مسؤولي الإعلام في المملكة على تبني رؤى أكثر انفتاحًا، وأن “تكون المملكة مبادرة في إبلاغ الآخرين” بحراكها، وقال: “لا خشية لدينا من أن نفتح الأبواب والنوافذ للآخرين أن يأتوا ويطّلعوا بأنفسهم”، لكنه استدرك إلى أن هناك قصورًا في دور المؤسسات الإعلامية، قبل أن يقول: “أرجو أن يكون هناك تنشيط في استخدام وسائل الإعلام”، وأنه “لا بد من التواصل… ما في طريقة أنك تحجب عن الآخرين ما يدور في بلادك، إن كان عملًا جيدًا أو عملًا سيئًا”.
وأكد أن على المسؤولين ألا يخشوا الحملات “الشعواء” من بعض الجهات في الدول الغربية تجاه السعودية، مضيفًا: “بالعكس علينا أن نبيّن الحقيقة، والبيانات التي تصدر من عندنا يجب التأكد أنها تصل للآخرين”.
وفي جانب آخر، أبدى رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات سعادته بالتعاون بين السعودية وعديد من الدول الإفريقية، “ليس فقط لأنها جار جغرافي ولكن هي امتداد بشري لما تقوم عليه المملكة من قيم ومبادئ ومكونات اجتماعية، فالتلاقح بين الجزيرة العربية وإفريقيا عبر التاريخ والمعابر التي كانت تمر في السابق كانت عبر شبه جزيرة سيناء و(مضيق) باب المندب.
وأشار إلى أن هناك قبائل سعودية لا يزال لها وجود في الجانب الإفريقي، قائلاً: “لدينا في المملكة العربية السعودية جاليات كبيرة جدًا من إفريقيا تعمل في المملكة ومنهم من تجنّس وأصبح سعوديًا، وأنه من باب أولى أنه يكون هذا التواصل وهذا التلاقح بين ضفتي البحر الأحمر وسيلة لخدمة الطرفين”، مؤكدًا اهتمام بلاده بتنمية علاقاتها مع دول القارة الإفريقية وحرصها على عيش شعوب القارة بسلام.