أعلن الرئيس التايواني لاي تشينج-تي، أن حكومته ستسرع وتيرة بناء منظومة دفاع جوي شاملة، لحماية الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، وهو إعلان يأتي في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة على تايبيه لبذل المزيد من الجهد للدفاع عن نفسها ضد تهديدات الصين وفق “بلومبرغ”.
وقال لاي في خطاب ألقاه، الجمعة، بالعاصمة تايبيه بمناسبة اليوم الوطني، إن برنامج “تي-دوم” (T-Dome)”سيشكل منظومة دفاع جوي قوية في تايوان توفر حماية متعددة الطبقات، ومستويات رصد عالية وعمليات اعتراض فعالة”.
ورغم أنه لم يذكر الصين على وجه التحديد في سياق الإعلان عن المنظومة، قال لاي إن منظومة تي-دوم “ستشكل شبكة أمان لتايوان لحماية أرواح وممتلكات المواطنين”، مضيفاً: “نحن عازمون على الحفاظ على السلام من خلال القوة”.
ولم يخض لاي في تفاصيل بشأن تكلفة البرنامج أو المدة التي سيستغرقها حتى يصبح جاهزاً للعمل.
وذكرت “بلومبرغ” أن الخطط التي أعلن عنها الرئيس التايواني تتوافق مع النهج الذي اتبعه منذ توليه منصبه في مايو من العام الماضي، لتجهيز تايوان بشكل أفضل للتعامل مع الصين، التي تتبع “نهجاً عدائياً” على نحو متزايد.
وتنظر بكين إلى الأرخبيل الذي يبلغ عدد سكانه 23 مليون نسمة على أنه إقليم تابع لها، ويجب أن يخضع لسيطرتها في نهاية المطاف، و”بالقوة إذا لزم الأمر”.
وخلال السنوات الأخيرة كثفت الصين ضغوطها على تايوان بعدة طرق، لا سيما من خلال إجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق أصبحت أكثر تطوراً.
وفي وقت سابق من هذا العام، شملت التدريبات التي استمرت يومين قيام الجيش الصيني بمحاكاة ضربات على موانئ تايوانية رئيسية، مع التدرب على تنفيذ حصار، وإجراء مناورات لحاملة طائرات.
وفي أغسطس الماضي، أعلن لاي عن خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي، في خطوة تهدف جزئياً إلى إرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي حض تايبيه على بذل المزيد من الجهود لحماية نفسها من تهديدات الصين.
“استراتيجية عسكرية هامة”
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن أنظمة الدفاع الجوي المتكاملة والمعقدة تشكل أحد العناصر الأساسية في الاستراتيجيات العسكرية لبعض الدول. فمنذ عام 2011، استخدمت إسرائيل منظومة “القبة الحديدية”، لرصد واعتراض التهديدات الجوية.
وفي يناير الماضي، وجّه ترمب الجيش الأميركي للإسراع في تطوير ونشر نظام أطلق عليه فيما بعد اسم “القبة الذهبية”، والهدف من ذلك هو حماية الأراضي الأميركية بأسرها ليس فقط من هجمات صاروخية محدودة من دولة معادية، ولكن من الوابل الهائل الذي تستطيع روسيا والصين إطلاقه الآن، بالإضافة إلى الصواريخ الأكبر التي قد تحشدها في المستقبل.
ونقلت “بلومبرغ” عن درو تومسون، وهو باحث في مدرسة “إس راجاراتنام للدراسات” الدولية (RSIS) بجامعة نانيانج التكنولوجية (NTU) في سنغافورة، قوله: “الرئيس لاي يبرهن أن تايوان تتعلّم دروساً من الحرب في أوكرانيا، حيث تأتي التهديدات الجوية من مجموعة من الأنظمة: المقاتلات والقاذفات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الطائرات المسيرة”.
وأضاف تومبسون، وهو موظف سابق بوزارة الحرب الدفاع الأميركية (البنتاجون) كان مسؤولاً عن الصين: “تايوان، مثلها مثل جميع الجيوش الحديثة، لديها مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ لمواجهة مجموعة من التهديدات. وهي منتجة وذكية بحيث يمكنها دمج هذه الأنظمة المصنوعة محلياً والمستوردة في نظام دفاع جوي متكامل”.
ورجحت “بلومبرغ” أن إعلان لاي عن منظومة “تي-دوم” ربما يثير غضب الصين، إذ تميل بكين إلى الرد على ما تعتبره “استفزازات كبيرة”، فيما يتعلق بقضية تايوان بتحركات مثل إجراء مناورات عسكرية وتصعيد لهجة الخطاب.
وجاءت مناورات الجيش الصيني التي أجريت في أبريل من هذا العام، بعد أن قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، إن واشنطن ستوفر “ردعاً موثوقاً به” في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك مضيق تايوان، وبعد أن وصف الرئيس لاي الصين للمرة الأولى بأنها “قوة أجنبية معادية”.