يناقش قادة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاجن هذا الأسبوع، مجموعة من مشاريع الدفاع الرئيسية، بما في ذلك تصميم جدار أوروبي ضد الطائرات المسيرة، وإنشاء درع دفاع جوي، حسبما أوردته “بلومبرغ”.
واكتسبت هذه الخطط أهمية بالغة في أعقاب موجة من عمليات التوغل في المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من قِبل “طائرات روسية”.
وعرضت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد، مقترحاتها في ورقة نُشرت الاثنين، كجزء من استراتيجية تهدف إلى سد الثغرات في دفاع القارة بحلول عام 2030.
وينصب تركيز الورقة على المجالات التي حددتها المفوضية على أنها تتطلب إجراءات عاجلة، بما في ذلك الدفاع الجوي والصاروخي والطائرات المسيرة، إذ ستكون الورقة أساساً للنقاش عندما يجتمع القادة في العاصمة الدنماركية في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وجاء في ورقة المفوضية إنه “في ضوء العدوان العسكري المستمر على أوكرانيا، والزيادة الأخيرة في انتهاكات المجال الجوي للدول الأعضاء، فإن مشروعين رئيسيين هما: جدار الطائرات المسيرة الأوروبي، وحماية الجناح الشرقي، يتطلبان إلحاحاً خاصاً، ويجب المضي قدماً فيهما على وجه السرعة”.
خبرة أوكرانيا
ومن المتوقع أن يعتمد جدار الطائرات المسيرة على خبرة أوكرانيا، وأن يدمج الشركات الناشئة والأوساط الأكاديمية في مراكز بجميع أنحاء أوروبا، كما من المتوقع أن يحمي مشروع “حماية الجناح الشرقي” القارة من تهديدات مثل الهجمات الهجينة، وسيشمل دفاعاً برياً، وقدرات مضادة للطائرات المسيرة، وعناصر بحرية وفضائية.
ويشجع الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء على تشكيل تحالفات لمعالجة مختلف الثغرات في دفاع القارة، وقد عرضت ألمانيا سابقاً تولي زمام المبادرة في مجال الدفاع الجوي.
وسيتم تمويل هذا الجدار جزئياً من صندوق قروض SAFE التابع للاتحاد الأوروبي، والبالغ قيمته 150 مليار يورو (176 مليار دولار). ويجب تقديم المشاريع المحتملة بحلول نهاية نوفمبر المقبل، كموعد نهائي للتأهل لهذه التسهيلات.
ويجري الاتحاد مفاوضات مع بريطانيا وكندا لمنح الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إمكانية الوصول إلى الأموال، وقد يُنظر أيضاً في طلبات اليابان والهند لاحقاً.
وأدى رصد طائرات بدون طيار كبيرة واحترافية إلى إغلاق العديد من المطارات الدنماركية مؤقتاً الأسبوع الماضي، من بينها المطار الرئيسي للبلاد في كوبنهاجن. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أسقطت طائرات الناتو مسيرات روسية بعد انتهاكها المجال الجوي البولندي.
وقال أندريوس كوبيليوس، وزير الدفاع في الاتحاد الأوروبي، في بيان الأسبوع الماضي: “إن الانتهاكات المتكررة لمجالنا الجوي غير مقبولة”، موضحاً أن روسيا “تختبر الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. ويجب أن يكون ردنا حازماً وموحداً وفورياً”.
ومع تأكيد المفوضية على أن السيادة النهائية على شؤون الدفاع تبقى في أيدي العواصم، فإنها تبادر باتخاذ خطوات جماعية لإعادة تسليح القارة وتشجيع المشتريات المشتركة دون الحاجة إلى مضاعفة جهود الناتو. ويعتزم الاتحاد الأوروبي تتبع التقدم المحرز من خلال تقرير سنوي.