اتهام أفغاني لباكستان بتنفيذ ضربات بطائرات مسيّرة في كابل
اتّهمت حكومة «طالبان» في أفغانستان، الخميس، جارتها باكستان، بتنفيذ ضربتَين جويتَين بطائرتَين مسيرتَين استهدفتا العاصمة كابل. جاء الاتهام قبل ساعاتٍ فقط من إعلان البلدين اتفاقاً على وقف إطلاق النار، أنهى أياماً من المواجهات المسلحة أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات من الجانبين.
أفضى اتفاق الهدنة المُعلَن، الأربعاء، إلى توقفٍ مؤقت – على الأقل – لأعنف اشتباكات تشهدها الدولتان الجارتان منذ عام 2021، حينما أطبقت «طالبان» قبضتها على الحكم في أفغانستان إثر انهيار الحكومة المدعومة غربياً، وانسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد حربٍ استمرت عقدين من الزمان.
ولم يصدر على الفور أي رد من إسلام آباد على اتهامات كابل الأخيرة، كما لم يتضح بعد كيف ستؤثر هذه التطورات على الهدنة التي رحبت بها الأمم المتحدة، الخميس، داعيةً الطرفين إلى وضع حد دائم للأعمال العدائية، حسب تقرير لـ«أسوشييتد برس» الجمعة.
كان مسؤولون باكستانيون تحدثوا لوكالة «أسوشييتد برس»، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، قالوا في وقت سابق إن القوات الباكستانية استهدفت مواقع لمسلحين يوم الأربعاء.
وأوضح خالد زدران، المتحدث باسم قائد شرطة كابل، للوكالة، أن الضربات استهدفت العاصمة بعد ظهر الأربعاء، مؤكداً أن الطائرات المسيّرة أصابت منزلاً مدنياً وسوقاً، دون أن يقدم حصيلة دقيقة للضحايا. غير أن أطباء في المستشفيات ذكروا أن خمسة أشخاص قُتلوا وأصيب العشرات.
وأفاد المركز الجراحي التابع لمنظمة «إيميرجنسي» غير الحكومية بأن المصابين عانوا من جروح بالشظايا وإصابات بالغة نتيجة الصدمات والحروق. في حين قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة «طالبان»، في البداية، إن الانفجار نجم عن انفجار صهريج نفط.
وتصاعدت الاشتباكات الحدودية منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول)، إذ يتبادل الطرفان (إسلام آباد وكابل) الاتهامات بالرد على «استفزازات مسلحة» من الجهة الأخرى.
وجاء إعلان الهدنة، الأربعاء، بعد دعوات من قوى إقليمية مؤثرة، إثر مخاوف من أن يؤدي التصعيد إلى زعزعة استقرار المنطقة التي تنشط فيها جماعات مثل تنظيمي «داعش» و«القاعدة». ولم تُسجل اشتباكات خلال الليل، فيما بقيت المعابر الحدودية الرئيسية مغلقة الخميس.
من جهتها، رحبت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) بالإعلان عن الهدنة، مُشيرةً إلى أن الخسائر الأكبر في الأرواح سُجلت في الجنوب الأربعاء.
وقالت البعثة في بيان الخميس إن37 مدنياً قُتلوا وأصيب 425 آخرون في أفغانستان هذا الأسبوع نتيجة الاشتباكات الحدودية مع باكستان، مشيرة إلى أن الضحايا سقطوا في ولايات باكتيكا، وباكتيـا، وكونار، وخوست، وقندهار، وهلمند.
وأضافت أنها وثّقت أيضاً ما لا يقل عن 16 إصابة مدنية في عدة ولايات أفغانية خلال اشتباكات سابقة بين البلدين.
وقالت يوناما: «تدعو البعثة جميع الأطراف إلى السعي لإنهاء دائم للأعمال العدائية، من أجل حماية المدنيين ومنع المزيد من إراقة الدماء».
من جانبها، لم تُعلن باكستان أي حصيلة للضحايا المدنيين في صفوفها، لكنها اتهمت مراراً أفغانستان بإيواء مسلحين يشنّون هجمات عبر الحدود، وهو اتهام ترفضه «طالبان». وتشهد باكستان منذ عام 2021 تصاعداً في الهجمات المسلحة داخل أراضيها.
وقال مسؤولون باكستانيون، الخميس، إن قوات الأمن قتلت عشرات المسلحين الذين عبروا من أفغانستان إلى منطقة موهمند في شمال غرب إقليم خيبر بختونخوا، مؤكدين أنهم رُصدوا أثناء التسلل.
يُذكر أن البلدين يتشاركان حدوداً تمتد بطول 2611 كيلومتراً تُعرف باسم «خط دوراند»، وهي حدود لم تعترف بها أفغانستان رسمياً مطلقاً.