أميركا تشن ضربة على مركب تجار مخدرات تابع لجماعة متمردة كولومبية
أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الأحد، شن ضربة جديدة على مركب تابع لجماعة متمردة كولومبية، بعدما أكد الرئيس دونالد ترمب رغبته إنهاء المساعدات المالية لكولومبيا، متهماً رئيسها غوستافو بيترو بالتغاضي عن إنتاج المخدرات.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث عن الضربة في إطار توسيع العملية العسكرية الأميركية قبالة السواحل الأميركية الجنوبية.
وحشدت واشنطن سبع سفن وطائرات مقاتلة قبالة شواطئ فنزويلا في مهمة قالت إنها ترمي لمكافحة تهريب المخدرات في البحر الكاريبي، ونفذت ست ضربات على الأقل هناك منذ مطلع سبتمبر (أيلول)، ما أسفر عن مقتل 27 شخصاً على الأقل.
ويتساءل خبراء عن شرعية مهاجمة مثل هذه المراكب في المياه الدولية من دون محاولة اعتراضها أو اعتقال أفراد طواقمها وتقديمهم للعدالة.
وكتب ترمب على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» إن نظيره الكولومبي «لا يفعل شيئاً لوقف» إنتاج المخدرات، واتهمه بأنه «زعيم مخدرات يشجع بقوة الإنتاج الضخم للمخدرات» في بلاده.
ورد غوستافو بيترو معتبراً أن مستشاري دونالد ترمب «يخدعونه». وقال: «أوصي ترمب بدراسة كولومبيا بعناية وتحديد مكان تجار المخدرات ومكان الديمقراطيين».
وأضاف بيترو: «أحترم تاريخ الولايات المتحدة وثقافتها وشعبها. هم ليسوا أعدائي (…) المشكلة تكمن في ترمب، وليست في الولايات المتحدة».
كولومبيا هي الدولة الأميركية اللاتينية التي تتلقى أكبر قدر من المساعدات المالية من الولايات المتحدة، وفق بيانات الحكومة الأميركية، مع أكثر من 740 مليون دولار في العام 2023.
ويخصص نصف هذا التمويل لمكافحة المخدرات، بينما يخصص الباقي أساساً لدعم برامج إنسانية وغذائية.
العلاقات في أدنى مستوياتها
وحتى سبتمبر، كانت بوغوتا من الشركاء العشرين للولايات المتحدة في مكافحة المخدرات، ما جعلها مؤهلة للحصول على مبالغ مالية كبيرة.
لكن البيت الأبيض سحب صفة الشريك من كولومبيا، مشيراً إلى إنتاج «قياسي» من الكوكايين و«محاولات فاشلة» للتفاوض مع «جماعات مخدرات إرهابية».
وكولومبيا أكبر منتج للكوكايين في العالم، مع إنتاج قياسي بلغ 2600 طن في عام 2023، وهي كمية زادت بنسبة 53 في المائة عن العام السابق، وفق الأمم المتحدة.
لكن يدّعي بيترو أيضاً أن إنتاج الكوكايين انخفض في عهد حكومته، وأن تقديرات الأمم المتحدة تُثير مشاكل منهجية.
منذ توليه منصبه في عام 2022، قاد غوستافو بيترو نقلة نوعية في حرب الولايات المتحدة على المخدرات، مراهناً على معالجة المشكلات الاجتماعية التي تُغذي تجارة المخدرات.
وشدّد الرئيس الكولومبي على أن «العدو الرئيسي لتجارة المخدرات في كولومبيا (…) هو من كشف عن صلاتها بالسلطة السياسية الكولومبية. إنه أنا».
وبلغت العلاقات بين البلدين الحليفين تاريخياً أدنى مستوياتها مع وصول ترمب وأول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا إلى السلطة.
وتصاعدت حدة التوتر بين الرئيسين الأميركي والكولومبي منذ شنت الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً في منطقة البحر الكاريبي منفذة ضربات متكررة على مراكب يُشتبه في تهريبها مخدرات.
واتهم الرئيس الكولومبي، أمس، الولايات المتحدة بانتهاك المجال البحري لبلاده وقتل صياد خلال انتشارها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، في عملية قدمتها واشنطن على أنها موجهة لمكافحة تجار المخدرات.
وكان قائد الجيش الكولومبي قد أكد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في سبتمبر أن بلاده ستواصل مكافحة تهريب المخدرات حتى من دون دعم الولايات المتحدة.
وتشهد الدولة الأميركية اللاتينية التي عاشت حرباً أهلية لأكثر من نصف قرن بين متمردين وتجار مخدرات والقوات الحكومية، أزمة أمنية في ظل استفادة جماعات مسلحة من عائدات المخدرات.
وحاول بيترو استئناف محادثات السلام مع غالبية الجماعات المتمردة، بعد ست سنوات من الاتفاق التاريخي لنزع سلاح مقاتلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، لكن معظم جهوده باءت بالفشل أو تعثرت.