قالت السلطات الإسبانية، الاثنين، إن درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية، تسببت في حدوث “دوامات نارية”، حيث أتت النيران على عدة منازل، وأجبرت المئات على إخلاء مناطق قريبة من منتزه وطني مُدرَج على قائمة اليونسكو في شمال إسبانيا.
ونشب 13 حريقاً في شمال منطقة قشتالة وليون، وتلقى نحو 700 من السكان أوامر بمغادرة منازلهم في 6 قرى.
وأفاد خوان كارلوس سواريز كوينونيس، رئيس قسم البيئة في الحكومة المحلية، صباح الاثنين، بأن 4 حرائق لا تزال مشتعلة، بينما تمكنت فرق الإطفاء من إخماد الحرائق الـ9 الأخرى.
وأضاف أن درجات الحرارة المرتفعة، الأحد، تسببت في اندلاع ما يسمى بالدوامات النارية قرب حديقة لاس ميدولاس، ما أجبر رجال الإطفاء على التراجع.
وأتت النيران على بعض المنازل في القرية المجاورة.
ويقول العلماء إن فصول الصيف الأكثر حرارة وجفافاً في منطقة البحر المتوسط تجعلها معرضة بشدة لحرائق الغابات، فبمجرد اندلاع الحرائق، تساعد النباتات الجافة، والرياح القوية على انتشارها بسرعة وخروجها عن السيطرة، ما يؤدي أحياناً إلى تكوين دوامات نارية.
واستمرت موجة الحر التي طال أمدها في إسبانيا، الاثنين، ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية في بعض المناطق.
“حالة تأهب قصوى”
تشهد أجزاء كبيرة من إسبانيا حالة تأهب قصوى بسبب حرائق الغابات، بعد أن شهدت البلاد أعلى درجات حرارة مسجلة في شهر يونيو على الإطلاق. ولقي شخصان حتفهما جراء حريق غابات اندلع في الأول من يوليو بكتالونيا.
والشهر الماضي، أمرت السلطات أكثر من 18 ألفاً من سكان مقاطعة تاراجونا في إقليم كتالونيا بشمال شرقي البلاد بالتزام منازلهم، بينما تم إجلاء العشرات مع خروج حريق غابات عن السيطرة، إذ أتى على نحو 7 آلاف و413 فداناً من الأراضي المغطاة بالنباتات.
ومنذ مطلع يوليو الماضي، تتعرض معظم أنحاء أوروبا لموجة حر مبكرة، أدت لإطلاق تحذيرات صحية، واندلاع حرائق غابات، وإغلاق مفاعل نووي في محطة سويسرية للطاقة.
وأفاد تحليل علمي أن نحو 2300 شخص لقوا حتفهم لأسباب مرتبطة بالحرارة في 12 مدينة أوروبية خلال موجة الحر الشديدة التي عاشتها القارة العجوز على مدار الأيام العشرة التي انتهت في الثاني من يوليو.
وركزت الدراسة على تلك الفترة التي شهدت خلالها أجزاء كبيرة من غرب أوروبا حرارة شديدة، إذ تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في إسبانيا، واندلعت حرائق غابات في فرنسا.
ويشير باحثون إلى أن انبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري هي أحد أسباب تغير المناخ، إلى جانب إزالة الغابات، والممارسات الصناعية التي تعد عوامل مساهمة أخرى. وكان العام المنصرم هو الأشد حرارة على كوكب الأرض على الإطلاق.