فازت بجائزة الأمير فهد بن سلطان للتفوق العلمي
في ظل التحديات البيئية المتزايدة والحاجة الملحة لحلول مستدامة لإدارة الموارد المائية، يبرز ابتكار الدكتورة غدير البلوي من جامعة تبوك كخطوة واعدة نحو مستقبل مائي أكثر كفاءة، فقد نجحت في تطوير محفزات نانوية مبتكرة لمعالجة مياه الصرف الصحي والمنزلي بكفاءة عالية، وبطريقة صديقة للبيئة خالية من النواتج الثانوية الضارة.
وقالت البلوي في تصريح لـ”أخبار 24″، إن ابتكارها يعتمد على تقنية الأكسدة المتقدمة (AOPs) باستخدام بيروكسيد الهيدروجين كمؤكسد رئيس، وهي مادة آمنة تتحلل إلى ماء وأكسجين؛ مما يجعل العملية نظيفة ومستدامة وقليلة التكلفة، الأهم من ذلك أن هذه التقنية تحقق نسبة إزالة للملوثات تصل إلى 100%، دون الحاجة إلى طاقة عالية أو شروط تشغيل معقدة، مشيرةً إلى أن ما يجعل هذا الإنجاز أكثر تميزًا هو قدرته على مواجهة ملوثات معقدة مثل المركبات الفينولية والمعادن الثقيلة، في وقتٍ قصير وبكفاءة موثقة.
وأضافت، أن هذا الابتكار يمهّد الطريق نحو استخدام هذه التقنية في تطبيقات صناعية واسعة النطاق، تواكب أهداف المملكة في الاستدامة البيئية وتقليل البصمة الكربونية؛ مما يعزز من فرص الاعتماد على حلول وطنية ذات كفاءة عالية وقابلة للتطبيق الفعلي في مختلف القطاعات.
وأوضحت أن التقنية لا تقتصر على كونها فعالة فقط، بل تمتاز بسرعة التنفيذ، حيث تُحقق نتائجها خلال فترة زمنية قصيرة مقارنة بالطرق التقليدية، كما أنها لا تنتج عنها نواتج ثانوية ضارة، مثل الروائح أو المواد الصلبة؛ وهو ما يجعلها خيارًا مثاليًا لمعالجة مياه الصرف بطريقة آمنة وفعالة.
ويُعد هذا الإنجاز العلمي امتدادًا لمساعي المملكة في تمكين الباحثين والباحثات من الإسهام في تطوير حلول مبتكرة تعالج التحديات البيئية وفق رؤية 2030، كما يمثل فوز الدكتورة غدير البلوي بـ”جائزة الأمير فهد بن سلطان للتفوق العلمي” تتويجًا لجهودها في مجال البحث العلمي، وإضافة جديدة لمسيرة المرأة السعودية في مجالات الابتكار والتقنية.