يتوجه الناخبون في الكاميرون، الأحد، إلى صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة، حيث يُعدّ بول بيا، أكبر رئيس دولة سناً في العالم بعمر 92 عاماً، المرشح الأوفر حظاً للفوز بولاية ثامنة في السلطة، على الرغم من المعارضة النشطة التي تضغط من أجل التغيير.
ويقف في مواجهة بيا، معارضة منقسمة تضم 11 مرشحاً، في حين يرفض الرئيس، رغم تقدمه في السن وتراجع حالته الصحية، الدعوات المتكررة له للتقاعد.
وقال جريجوار أوونا، وزير العمل والأمين العام للحزب الحاكم، في حديث لإذاعة RFI الفرنسية، في أواخر سبتمبر الماضي: “مرشحنا في حالةممتازة… وهو قادر على مواصلة ما بدأه”.
ولا يتذكر الكثير من الكاميرونيين، البالغ عددهم 7.8 مليون نسمة، والذين يحق لهم التصويت، أي زعيم آخر غير بول بيا، الذي يمسك بزمام السلطة بقبضة من حديد منذ عام 1982.
معارضة منقسمة
ومن بين المرشحين الآخرين وزراء سابقون، من بينهم عيسى تشيروما باكاري، الذي انشق مؤخراً عن معسكر الرئيس وتمكن من حشد آلاف الأشخاص في لقاءات انتخابية بمناطق مختلفة من البلاد، وبيلو بوبا مايگاري، الذي كان أول رئيس وزراء في عهد بيا في عام 1982، وفق “نيويورك تايمز”.
ومع ذلك، يقول محللون إنه من المرجح أن يعاد انتخاب بيا، نظراً لسيطرته القوية على أجهزة الدولة وعدم توحد صفوف المعارضة.
لكن منتقدي بيا لا يزالون يأملون في الإطاحة به بعد عقود من الركود الاقتصادي والتوترات في الدولة الواقعة في إفريقيا الوسطى التي يبلغ العديد سكانها 30 مليون نسمة.
ويبدأ التصويت في الساعة 07.00 بتوقيت جرينتش وينتهي في الساعة 17.00 بتوقيت جرينتش، ومن المتوقع أن تظهر النتائج في غضون 15 يوماً.
وألغى بيا الحد الأقصى لمدد الحكم الرئاسية في عام 2008. ووفقاً للنظام الانتخابي، تجرى الانتخابات على جولة واحدة ويفوز المرشح الذي يحصل على أغلبية بسيطة.
جمود سياسي
وتجري عملية التصويت في ظل جمود سياسي وأزمة في تكاليف المعيشة واضطرابات اجتماعية. واتهمت أحزاب المعارضة، اللجنة المشرفة على الانتخابات بالخضوع للحزب الحاكم، بينما تم منع ترشح أبرز معارضي النظام، موريس كامتو، من قبل القضاء.
وتواجه الكاميرون تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة؛ إذ يعيش ثلث السكان على أقل من دولارين يومياً، وتنتشر بطالة الشباب بشكل واسع، بينما يعبر العديد من الشباب عن خيبة أملهم من العملية الانتخابية، مشيرين إلى نقص الفرص الاقتصادية وضعف التمثيل السياسي.
وانخفضت نسبة المشاركة في الانتخابات بشكل كبير على مر السنوات، وسط تصاعد الصراعات مع المسلحين في منطقة أقصى الشمال والأزمة المستمرة في المناطق الناطقة بالإنجليزية، التي بدأت في عام 2017 وأودت بحياة آلاف الضحايا، فضلاً عن نزوح أكثر من 70 ألف شخص، وفق “الجارديان”.
وقالت كاه والا، زعيمة حزب الشعب الكاميروني ومؤسسة حركة Stand Up For Cameroon، إن الأزمة في المناطق الناطقة بالإنجليزية هي أحد الأسباب التي دفعت الحركة لعدم دعم الانتخابات منذ 2018.
وأضافت: “لا زلنا نعتقد أنه من غير المقبول أن يذهب نظام بيا إلى الانتخابات دون ضمان أمن المواطنين في NOSO، في إشارة إلى الاختصار الشائع لمناطق شمال غرب وجنوب غرب الكاميرون الناطقة بالإنجليزية”.
وتعرّضت الحكومة لانتقادات بسبب استجابتها العنيفة، مما جعل العديد في المناطق الناطقة بالإنجليزية يشعرون بالتهميش ويدفعهم لمقاطعة التصويت.