أطلقت القوات العراقية مجدداً عملية عسكرية لتعقب خلايا تنظيم «داعش» في المناطق الحدودية بين محافظتي صلاح الدين وديالى.
وتهدف العملية إلى تطهير مناطق، مثل حمرين وحوض العظيم، تشهد توترات أمنية متكررة. وتقول السلطات إنها «تكثف الجهود الأمنية لمكافحة بقايا (داعش)» في المناطق التي غالباً ما تسميها «الرخوة» أمنياً.
وأكد مصدر أمني أن العملية، التي تشارك فيها وحدات من الجيش والشرطة، تأتي ضمن استراتيجية لتعزيز الاستقرار ومنع «داعش» من إعادة تنظيم صفوفه، وفق ما أوردته وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وقال المصدر: «التحرك يجري وفق خطط استخبارية دقيقة، ويستهدف الأودية والقرى النائية التي يتخذها المسلحون ملاذات آمنة».
عائدون من «الهول»
في سياق متصل، شدد وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، خلال زيارته محافظة الأنبار (غرب)، على أن جميع العائدين من «مخيم الهول» السوري يخضعون لإجراءات تدقيق أمني صارمة، بالإضافة إلى برنامج لإعادة التأهيل النفسي قبل دمجهم مجدداً في المجتمع.
وأوضح الشمري أن «العائدين يجري استقبالهم في معسكر (الأمل) بمحافظة نينوى، حيث يُخضعون للتدقيق والمطابقة البيانية؛ لتقييم التهديدات المحتملة»، مشيراً إلى أن السلطات تعمل بالتعاون مع منظمات دولية لإعادة دمج نحو 18 ألف شخص أعيدوا من المخيم، في وقت لا يزال فيه نحو 5 آلاف شخص داخله.
وفي عام 2019، بعد هزيمة «داعش»، جرى إيواء نحو 40 ألف فرد من عائلات العناصر في هذا المخيم الواقع بمنطقة يسيطر عليها الكرد في شمال شرقي سوريا.
لكن السلطات في بغداد تخشى أن يصبح المخيم أرضاً خصبة لعناصر جديدة للتنظيم؛ إذ يُعتقد أن هناك نحو 4500 من المسلحين، بينهم مقاتلون أجانب، محتجزون في سجون بهذه المنطقة.
محاكمة فرنسي
في تطوّر لافت، سيحاكم الفرنسي آدريان غيال، المعروف بـ«أبو أسامة الفرنسي»، في العراق، إلى جانب 46 فرنسياً آخرين، نقلوا من سوريا قبل نحو شهرين، وفق مصدر مقرب من التحقيق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
غيل، الذي يُعد أحد أبرز عناصر تنظيم «داعش»، كان قد أعلن تبنّي التنظيم هجوم مدينة نيس عام 2016، الذي أسفر عن مقتل 86 شخصاً.
وقال المصدر إن جميع المتهمين المنقولين من سوريا ينتمون إلى «داعش»، وإنهم قيد التحقيق حالياً لدى السلطات في بغداد، استعداداً لمحاكمتهم.
ويأتي هذا التحرك القضائي في ظل جهود عراقية متصاعدة لتقديم الجناة إلى العدالة، وتعزيز دور بغداد بوصفها شريكاً دولياً في مكافحة الإرهاب، سواء أكان عبر العمليات العسكرية الميدانية، أم المحاكمات القضائية المعتمدة على ملفات أمنية دقيقة.
وانتقل غيال إلى سوريا للالتحاق بالتنظيم في 2015، وألقت قوات «قسد» القبض عليه في الرقة (شمال) خلال مايو (أيار) 2018.وأمضى غيال سنوات في سجون الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، قبل نقله مع 46 فرنسياً في يوليو (تموز) إلى العراق حيث يُحقق معهم في جرائم مرتبطة بالتنظيم يُفترض أنها ارتُكبت في البلاد.
وكان جهاز المخابرات العراقي قد أعلن أنه تسلم من الجانب السوري 47 فرنسياً ينتمون إلى «داعش» وأنهم مطلوبون للقضاء العراقي.
«مؤتمر ضحايا الإرهاب»
في نيويورك، أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، استعداد بغداد لاستضافة المؤتمر الدولي المقبل لضحايا الإرهاب في عام 2026.
جاء ذلك خلال ترؤسه الاجتماع الوزاري السادس لـ«مجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب»، الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة، بحضور ممثلين عن دول عدة.
وقال حسين إن «العراق يعمل حالياً على تطوير استراتيجيته الوطنية لمكافحة الإرهاب للفترة من 2026 إلى 2030»، مؤكداً أن دعم ضحايا الإرهاب يشكل محوراً أساسياً في هذه الاستراتيجية. كما دعا إلى تعزيز التعاون الدولي لملاحقة مرتكبي الجرائم الإرهابية، خصوصاً تلك التي طالت الإيزيديين والمكونات الأخرى، والعمل على الاعتراف بها بوصفها جرائم إبادة جماعية.