تقرير: تزايد الانقسام بين الجمهوريين الأميركيين حول نتنياهو
قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية إن هناك تزايداً في الانقسام بين أعضاء حزب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمهوري بشأن دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية الحرب على قطاع غزة.
وأضافت أن شخصيات محافظة بارزة تحذر ترمب من أن دعم حرب إسرائيل على غزة يُمثل عبئاً سياسياً.
وذكرت أنه بعد تولي دونالد ترمب ونائبه جي دي فانس السلطة، كان من المتوقع أن يشهد التجمع السنوي للحركة المحافظة الوطنية في واشنطن، الثلاثاء، احتفالاً وفرصة لتبادل استراتيجيات الفوز، ولكن سيكون هناك عنصر دخيل في الحفل، ألا وهو انقسام متزايد حول ما يجب فعله تجاه إسرائيل.
وقال كيرت ميلز، المدير التنفيذي لمجلة «ذا أميركان كونسيرفاتيف» والمتحدث في المؤتمر الوطني الخامس: «إذا كانت الحركة المؤيدة لترمب ترغب حقاً في أن تكون متماسكة آيديولوجياً، فلا يمكن أن تكون باستثناء إسرائيل».
وسيجمع هذا الحدث أصواتاً من إدارة ترمب مثل توم هومان مسؤول الهجرة، وتولسي غابارد مديرة الاستخبارات الوطنية، بالإضافة إلى شخصيات رئيسية في حركة «ماغا» المؤيدة له مثل ستيف بانون.
ولفت ميلز إلى أن إسرائيل قد تجر واشنطن إلى تورط خارجي طويل الأمد، وهو ما يثير جدلاً لدى بعض مؤيدي ترمب، وقال: «أعتقد أن الشباب سيحبونها، وأعتقد أنها ستلقى قبولاً متبايناً بين أصحاب السلطة».
وأضاف أن أسباب انخراط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قد تضاءلت على مر السنين، وبينما كان من الضروري في السابق حماية إمدادات النفط، أصبحت الولايات المتحدة الآن مُصدّراً صافياً للطاقة، ولا يتبقى سوى إسرائيل، ولم يعد هناك ما يُبرر القول إن الدفاع عنها يصب في المصالح القومية الأميركية كوسيلة لتعزيز الاستقرار في منطقة غير مستقرة.
وتابع: «أنا أعتقد أن إسرائيل تمتلك 200 سلاح نووي، وجميعها مُوجّهة نحو طهران؛ لذا فإن فكرة أنها مُهددة بالفعل من قِبل جيرانها، أعتقد أنها خيار خاطئ، وأعتقد أن التهديد الأكبر لها هو تناقضاتها الخاصة وعجزها عن حل مشكلتها الإنسانية على حدودها».
وذكرت الصحيفة أنه لسنوات أعطى اليسار واليمين في أميركا الأولوية للمساعدات والأسلحة لإسرائيل، ولعقود من الزمن كانت تُعتبر بمثابة رأس جسر للديمقراطية في الشرق الأوسط، مع ذلك لطالما حذّر الديمقراطيون بنيامين نتنياهو من أن سياساته اليمينية ونهجه المتشدد تجاه الأراضي الفلسطينية يُقوّضان دعم حزبهم.
وأضافت أن صعود حركة «أميركا أولاً» المؤيدة لترمب أدى إلى انقسام في الحزب الجمهوري بين سياسة انعزالية لإنهاء صراع خارجي وضرورة العودة إلى حماية صديق قديم.
وكان مات غيتز، عضو الكونغرس السابق، من بين الذين حذّروا ترمب من أن دعم إسرائيل يُشكّل عبئاً سياسياً، وكذلك بانون كان من بين اليمينيين الذين حذّروا من أن واشنطن تُخاطر بالانجرار إلى صراع مُدمّر في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران.
وفي المقابل، ردّ نتنياهو على هذه التحذيرات هذا الأسبوع، وقال لموقع «بريتبارت»: «إسرائيل تُحارب إيران، ولا يُمكن أن تكون عضواً في حركة (ماغا) إذا كنتَ مُؤيّداً لإيران ومُعادياً لإسرائيل». ولكن بانون علق على تصريحات نتنياهو بقوله: «المواطنون الأميركيون لا يكترثون بأفكاركم حول (ماغا)، أو بما يجب أن يصدقه مواطنونا، فهم يهتمون بكشف أكاذيبكم المرضية لإبعادنا عن حربكم القادمة».
وكذلك كانت من الأصوات الرئيسية الأخرى التي تحث على تغيير الموقف الأميركي، عضوة الكونغرس الجمهورية مارجوري تايلور غرين، التي وصفت حرب إسرائيل على غزة بـ«الإبادة الجماعية»، وهذا يضعها في خلاف مع زعيمها مايك جونسون رئيس مجلس النواب، والموقف التقليدي للحزب الجمهوري.