بدأ الجيش الإسرائيلي سحب قواته في قطاع غزة تدريجياً إلى الخط الأصفر، أول خط انسحاب من القطاع بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب، وذلك بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية، فجر الجمعة، على الاتفاق، الذي ينص على انسحاب إسرائيلي أولي بالتزامن مع الإفراج عن المحتجزين.
وقال موقع “والا” الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي شن ضربات جوية على غزة تزامناً مع الانسحاب، ونقل عن مصادر عسكرية زعمها شن الغارات “لتجنب أي مخاطرة”.
وذكر “والا” أن الجيش نفذ خلال الساعات القليلة الماضية، عمليات في مدينة غزة، داخل مخيم الشاطئ للاجئين، وبدأ بالانسحاب باتجاه الخط الأصفر.
وذكرت “القناة 12” الإسرائيلية، أن 3 فرق تضم الآلاف من الجنود الإسرائيليين وكانت جزءاً من عملية “عربات جدعون 2″، ستنسحب من مدينة غزة.
وأشارت إلى أن قوات إضافية ستغادر رفح، وخان يونس، وشمال قطاع غزة متجهة إلى خارج حدود القطاع.
وأضافت أنه بالتزامن مع الانسحاب الجزئي يستعد الجيش الإسرائيلي لاستلام المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة من الصليب الأحمر، ونقلهم إلى مستشفى رعيم.
وكان متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ خلال 24 ساعة من اجتماع مجلس الوزراء، مضيفاً أنه بعد هذه الفترة سيجري إطلاق سراح المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة.
ويقلص خط الانسحاب الأصفر مساحة السيطرة الإسرائيلية دون التخلي عن الممرات الأمنية الأساسية، بحسب الخطة الأميركية.
وسيتمركز آلاف الجنود الإسرائيليين عند الخطوط الجديدة للسيطرة داخل قطاع غزة، بما يضمن لإسرائيل السيطرة على نحو 53% من أراضي القطاع.
وذكرت “القناة 12″، أن الجيش سيكمل انسحابه من مناطق معينة في غزة إلى الخط الأصفر، المتفق عليه في خطة ترمب، ولفتت إلى أنه من المتوقع أن تنسحب القوات من رفح شرقاً، وخان يونس، ومن مناطق في شمال غزة.
ووفقاً للصفقة، فإن القوات العاملة في مدينة غزة، ستنسحب من المدينة خلال 24 ساعة.
وستشمل عملية الانسحاب نقل أسلحة ومعدات لوجيستية من مدينة غزة، وقالت “القناة 12″، إن بعض الجنود الذي عملوا في مدينة غزة، سيغادرون المنطقة لأداء مهام أخرى خارج قطاع غزة، فيما ستبقى بعض القوات داخل القطاع.
حكومة إسرائيل تصادق على اتفاق غزة
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، والإفراج عن المحتجزين.
وقال نتنياهو، خلال اجتماع الحكومة بحضور مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر ترمب جاريد كوشنر، إن إسرائيل وصلت إلى “تطور بالغ الأهمية” خلال العامين الماضيين، بعد أن خاضت معارك لتحقيق أهدافها من الحرب، مشيراً إلى أن الهدف المركزي كان “إعادة جميع المحتجزين”.
وأضاف نتنياهو: “نحن على وشك تحقيق هذا الهدف، ولم يكن بإمكاننا تحقيقه من دون المساعدة الاستثنائية للرئيس ترمب وفريقه، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر”، مشيراً إلى أن ما جرى “جاء لصالح إسرائيل والولايات المتحدة”.
المرحلة الأولى
ووقعت إسرائيل و”حماس”، الخميس، اتفاقاً لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين، وأسرى فلسطينيين، وذلك في إطار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب الدائرة منذ عامين في غزة والتي قلبت الأوضاع في الشرق الأوسط.
وقال رئيس وفد “حماس” المفاوض خليل الحية، الخميس، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية، ودخول المساعدات إلى القطاع، وفتح معبر رفح في الاتجاهين، مشيراً إلى أن الحركة تسلمت ضمانات من الوسطاء والإدارة الأميركية بـ”انتهاء الحرب بشكل تام”.
وأوضح الحية في كلمة مسجلة، أن الاتفاق يتضمن “إطلاق سراح 250 أسيراً من المحكوم عليهم بالمؤبد، إضافة إلى 1700 أسير من أبناء قطاع غزة الذين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، فضلاً عن إطلاق سراح جميع الأطفال، والنساء”.
وينص الاتفاق على وقف القتال وانسحاب إسرائيل جزئياً من غزة وإفراج حركة “حماس” عن باقي المحتجزين، مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات الأسرى، وفي البيت الأبيض، عبر ترمب عن اعتقاده في أن يفضي هذا الاتفاق إلى إرساء “سلام دائم”.