
في خطوة دبلوماسية بارزة، أقرّ مجلس الوزراء في جلسته امس التشكيلات الدبلوماسية، بعد 8 سنوات من الجمود والتأجيل. هذه التعيينات، التي تشمل سفراء جدد وترفيعات دبلوماسية، تحمل في طياتها إشارات إيجابية على صعيدي السياسة الداخلية والعلاقات الخارجية للبنان.
لا شك أن إقرار التشكيلات الدبلوماسية يُظهر قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات مؤسساتية مهمة، مما يسهم في استعادة الثقة بين المواطنين والدولة، كما أن هذه الخطوة تعكس التزام الحكومة بتفعيل مؤسسات الدولة وتفعيل دورها في الساحة الدولية.
ومن خلال تعيين سفراء جدد في دول مؤثرة مثل الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة، يُتوقع أن تُحسّن هذه التعيينات صورة لبنان في الخارج، فالسفراء الجدد سيعملون على تعزيز العلاقات الثنائية، جذب الاستثمارات، وتفعيل التعاون في مجالات متعددة بين لبنان والدول المنتدبون اليها.
كما يُعتبر إقرار التشكيلات الدبلوماسية بعد سنوات من الجمود والتجاذب السياسية خطوة نحو تفعيل دور وزارة الخارجية اللبنانية، فالسفراء الجدد سيُسهمون في تحديث السياسات الخارجية، وتعزيز التواصل مع الدول والمنظمات الدولية خصوصا في هذا الظرف حيث الثقة الدولية كانت حتى الأمس القريب مفقودة بالقيادات السياسية اللبنانية، كما أن إقرار التشكيلات يُظهر قدرة الحكومة على التوصل إلى توافقات سياسية، تعتبر مؤشرًا إيجابيًا على إمكانية تجاوز الانقسامات السياسية لصالح المصلحة الوطنية.
ويقول مصدر وزاري في هذا السياق أنه من خلال اختيار سفراء ذوي كفاءة وخبرة، يُتوقع أن يُحسن لبنان من صورته في المحافل الدولية، فالسفراء الجدد في اعتقاده سيعملون على تعزيز دور لبنان في القضايا الإقليمية والدولية، ويُسهمون في تعزيز مكانته كداعم للسلام والاستقرار.
ويضيف: ان إقرار هذه التشكيلات يُعد خطوة هامة نحو استعادة لبنان لدوره الفاعل على الساحة الدولية. من خلال تعزيز العلاقات الخارجية وتفعيل دور وزارة الخارجية، ويُمكن للبنان أن يُحقق تقدمًا في معالجة التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها نتيجة المتغيرات التي تشهدها المنطقة.