تطلق إسرائيل عاصفة عاتية لإخراج سكان غزة من ديارهم مسببة أزمة إنسانية كارثية، غير آبهة بالانتقادات الدولية الحادة. New York Post
لقد تمّ إلقاء منشورات إسرائيلية يوم الثلاثاء على الفلسطينيين الذين يعيشون في أنقاض مدينة غزة، تأمرهم بالمغادرة، بعد أن أعلنت إسرائيل أنها على وشك إبادة المنطقة في هجوم للقضاء على حماس.
ويتوقع سكان المدينة، التي كان يسكنها مليون فلسطيني قبل الحرب، هجوماً شرساً منذ أسابيع، منذ أن وضعت الحكومة الإسرائيلية خطة لتوجيه ضربة قاضية لحماس فيما تصفه بأنه آخر معاقل الجماعة المسلحة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو: “أقول لسكان غزة: اغتنموا هذه الفرصة وأصغوا إليّ جيداً: لقد تم تحذيركم – اخرجوا من هناك!”.
ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات تحمل أوامر إخلاء على السكان الواقفين وسط أنقاض مدينة غزة، حيث قصف أبراجاً سكنيةً بالكامل خلال الأيام القليلة الماضية. وأثارت أوامر الإخلاء حالةً من الذعر بين سكان أكبر مركز حضري في القطاع، الذين يقولون إنه لا يوجد مكان آمن يلجؤون إليه هرباً من القصف والأزمة الإنسانية.
أعلنت السلطات الصحية في غزة أنها ستخلي مستشفيي الشفاء والأهلي، المستشفىين الرئيسيين العاملين في مدينة غزة، مؤكدة أن الأطباء لن يتركوا المرضى دون رعاية.
كما أفادت وزارة الصحة في غزة أن الهجوم العسكري الإسرائيلي اللاحق أسفر عن مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني. وقد نزح جميع السكان تقريباً داخلياً، وتحول جزء كبير من القطاع إلى أنقاض، وتفاقمت أزمة الجوع بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات لسكان مدينة غزة بالانتقال إلى “منطقة إنسانية” محددة في منطقة المواصي المكتظة أصلاً على طول الساحل في الجنوب، حيث لجأ آلاف الفلسطينيين بالفعل إلى الخيام. كما قصفت إسرائيل الجنوب بانتظام.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، يوم الاثنين إن الجيش سيطلق “عاصفة عاتية” ستدمر غزة إذا لم تفرج حماس عن آخر الرهائن لديها وتستسلم.
واستدعت إسرائيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لعملية برية. وقال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية تُنظم صفوفها وتتجمع في مدينة غزة. وتعمل القوات الإسرائيلية على مشارف مدينة غزة منذ الشهر الماضي، وقال الجيش إنه يسيطر بالفعل على 40% من المدينة.
إن شنّ الهجوم الإسرائيلي الجديد قد يعقد جهود وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الدائرة منذ قرابة عامين. وكانت الآمال معقودة على جهود الوساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يجنّب إسرائيل تنفيذ مخططها.
أما بالنسبة لموقف الدول الأوروبية فقد أعلنت عدة دول، غاضبة من القصف الإسرائيلي على غزة، أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية هذا الشهر عند انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وترفض إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة هذه الخطوة.
ويقول منتقدون دوليون إن خطة إسرائيل، التي تتضمن نزع السلاح من القطاع بأكمله مع تولي إسرائيل السيطرة الأمنية، قد تُفاقم الوضع الإنساني المتدهور لـ 2.2 مليون فلسطيني يعيشون هناك.
تعرضت إسرائيل لضغوط من دول عربية وغربية بسبب سلوكها في حرب غزة. وأعلنت منظمة رصد الجوع العالمية، التي تعتمد عليها الأمم المتحدة، عن مجاعة في مناطق من بينها مدينة غزة.
ويقول نتنياهو إن إسرائيل لا خيار أمامها سوى إكمال المهمة وهزيمة حماس، نظراً لرفض الحركة المسلحة إلقاء سلاحها. وتؤكد حماس أنها لن تنزع سلاحها إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولن تفرج عن جميع الأسرى دون اتفاق ينهي الحرب.
وحتى الأسطول البحري الذي كان يسعى لكسر الحصار البحري الإسرائيلي وتقديم المساعدات إلى غزة تعرضت إحدى سفنه الرئيسية لقصف بطائرة مسيرة في ميناء تونسي، إلا أن جميع الركاب الستة وأفراد الطاقم سالمون.
ويضم الأسطول الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، التي اعتقلتها إسرائيل في البحر أثناء محاولتها السابقة للوصول إلى غزة في يونيو ورحّلتها.