أقامت منصة “هولو” مؤتمراً صحفياً افتراضياً وحضورياً بمسلسل Chad Powers، بمشاركة أبطاله جلين باول، وستيف زان، وبيري ماتفيلد.
المؤتمر الذي حضرته “الشرق” وجمع عشرات الصحفيين من مختلف أنحاء العالم، من ناخبي جوائز جولدن جلوب، كشف الكثير من الكواليس حول فكرة العمل، طبيعة شخصياته، والرسائل الإنسانية التي يحملها، فضلاً عن الطابع الكوميدي المختلف الذي يميز التجربة.
المسلسل يقدّم قصة روس هوليداي، لاعب كرة قدم أمريكية سابق عاش انهياراً مهنياً كبيراً، ليعود إلى الملاعب بهوية جديدة ووجه مستعار باسم تشاد باورز. الحكاية تتأرجح بين الكوميديا والدراما، وتطرح أسئلة عن الهوية، والمغفرة، والفرص الثانية، ضمن إطار ساخر لكنه مؤثر في آن واحد.
المسلسل الذي تنتجه شركة Omaha بالتعاون مع الأخوين مانينج، يُرتقب عرضه قريباً عربياً على نصة “ديزني بلس”.
تفاصيل معقدة
ستيف زان، الذي يؤدي دور المدرب، قال إنه تلقى النص وقرأه بحماس شديد، موضحاً: “أنا عاشق لكرة القدم، ولهذا كان الأمر أقرب إلى حلم بالنسبة لي، شخصية المدرب بدت مألوفة من بعيد، لكن الغوص في تفاصيلها كشف أنها أعقد بكثير مما توقعت”.
أما بيري ماتفيلد، التي تجسد شخصية ريكّي، فأكدت أنها انجذبت للنص بشكل فوري: “رأيت النص في بريدي الإلكتروني، فتحته فقط بدافع الفضول، وانتهى بي الأمر بقراءته كاملًا في الحال، لم أقرأ شيئاً يضحكني بهذه الطريقة من قبل”.
ولفتت إلى أن شخصيتها تجمع بين الرغبة في أن تكون مقبولة ضمن الفريق وبين حاجتها لإثبات ذاتها، مضيفة: “ريكّي تريد أن تُحترم، أن تكون واحدة من اللاعبين، وأن تفرض أسلوبها الخاص، وفي الوقت نفسه تمر بمنحنى عاطفي معقد. التحدي كان كبيراً لكن ممتعاً”.
من المدرجات إلى غرف التدريب
وكشف ستيف زان أنه قضى أياماً كاملة مع مارك ستوبس، مدرب فريق جامعة كنتاكي، لمراقبة تفاصيل عمله وضغوطه اليومية: “أُصبت بالذهول من حجم الضغط الذي يعيشه المدربون. هذه التجربة منحتني ثقة أكبر في تجسيد الدور”.
في المقابل، ذهبت بيري ماتفيلد إلى معسكرات تدريب فرق NFL، لكنها لم تراقب اللاعبين بل المدربين: “كنت أركز على كيف يقفون، هل يمضغون العلكة، ماذا يضعون في جيوبهم، هل يفضلون الماء أم مشروبات الطاقة. حتى قررت أن شخصيتي ستضع ساعة ذكية دائماً وتحتفظ بزجاجة بروتين في حقيبتها. هذه التفاصيل الصغيرة صنعت الفارق”.
ما وراء الرياضة
وحين سُئل النجمان عن سر الشعبية الجارفة لكرة القدم الأميركية، أجاب زان: “الأمر جغرافي. هناك ولايات بلا فرق محترفة، فيصبح الفريق الجامعي رمزاً وهوية كاملة. كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، إنها تعويض عن غياب فريق وطني محلي”.
أما بيري فأكدت أن السر في روح الجماعة: “أن تهتف مع غرباء في المدرجات وتشعر أنكم فريق واحد، هذا شعور لا يضاهى، المسلسل يلتقط هذه الطاقة، حتى لمن لا يعرف شيئًا عن اللعبة”.
الأقنعة والفرص الثانية
الجزء الثاني من المؤتمر شارك فيه جلين باول، بطل العمل وكاتبه ومنتجه المنفذ. تحدث باول عن جوهر الفكرة: “كل إنسان يتمنى فرصة ثانية لتصحيح أخطائه. بطلنا اختار الطريق غير الناضج: بدل أن يعتذر أو يواجه نفسه، قرر أن يختبئ وراء وجه جديد”.
واعتبر باول أن المسلسل يمزج بين الكوميديا والدراما بلمسة شبيهة بـTootsie، حيث يكشف التنكر للإنسان ما لا يعرفه عن ذاته. وأضاف: “تشاد باورز ليس مجرد قناع، بل وسيلة لإعادة اكتشاف معنى أن تكون لاعباً جيداً وزميلاً حقيقيا”.
زان وماتفيلد اعترفا بأن الارتجالات الكوميدية لباول أخرجتهما عن النص أكثر من مرة. ماتفيلد قالت ضاحكة: “شعرت أحياناً أنني سأفقد وظيفتي من شدة الضحك. كنت أرى عيون طاقم التصوير دامعة من محاولتي التماسك”.
أما باول فرد: “هم فعلوا بي الشيء نفسه. السحر يحدث حين يكون الجميع مرتاحاً لدرجة تسمح بالخطأ والضحك. هذه الحرية هي التي تصنع أفضل المشاهد”.
الفن رياضة جماعية
وشبه باول صناعة المسلسل بمباراة كرة قدم: “لكل فرد دور محدد. مثلما يركض لاعب على خط وهمي ليخدع الدفاع، يقوم قسم كامل في العمل بمهمة دقيقة تخدم الهدف الأكبر. السينما والدراما لا تقل عن الرياضة في كونها لعبة جماعية”.
وأضاف أنه يحرص بصفته قائد المشروع على خلق بيئة عمل مريحة: “الممثلون والفنيون يبدعون أكثر عندما يشعرون بالأمان وعدم الخوف من الفشل. دوري أن أضمن أن الجميع متجهون في الاتجاه نفسه”.
النجوم الثلاثة أكدوا على التشابه بين التمثيل والرياضة: السفر إلى أماكن جديدة، الانضمام إلى فريق مؤقت، عدم معرفة إذا كان المشروع سيستمر أو يتوقف بعد موسم واحد. زان لخص الأمر قائلاً: “أذهب للعمل كما أذهب إلى مباراة. أستعد، أبكر في الحضور، وأحاول ألا أكون متعجرفًا. هذه أبسط وصفة للنجاح”.