الصواريخ الأوروبية تهدد بنسف محادثات السلام بين موسكو وكييف

تصاعدت حدة التوترات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، مع قرار أوروبي بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، في خطوة وصفتها موسكو بـ”الخطيرة للغاية”، وتهدد بنسف أي آمال في محادثات السلام. 

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الاثنين، إن قرار أوروبا منح أوكرانيا حق استهداف روسيا بصواريخ بعيدة المدى “يتعارض مع تطلعات موسكو لتسوية الصراع”، واصفاً هذه الخطوة بـ”الخطيرة”.

وأشار بيسكوف، إلى أن هذه القرارات الأوروبية “خطيرة للغاية، مرة أخرى، إذا تم اتخاذها”، مشدداً على ضرورة أن “يكون هناك استعدادات لجولة جديدة من المفاوضات الروسية الأوكرانية، في ظل عدم وجود تفاهم حول استمرارها وموقعها المحتمل”. وأعرب عن عزم روسيا مواصلة تنفيذ اتفاقيات إسطنبول.

وذكر بيسكوف أن “هناك اتصالات بين أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية، لكن من السابق لأوانه الحديث عن تعاون واسع النطاق”، معتبراً أن “بدء عملية التفاوض بشأن أوكرانيا يعد إنجازاً مهماً، وروسيا ممتنة للرئيس دونالد ترمب والولايات المتحدة على مساعدتهما”.

وقال بوتين في مكالمة هاتفية مع ترمب، الأسبوع الماضي، إن روسيا وأوكرانيا ستعملان على مذكرة بشأن اتفاق سلام، مثيراً بذلك اتهامات جديدة من كييف وحكومات أوروبية لموسكو بأنها تماطل وليست لديها نية صادقة في إحلال السلام.

ونفت روسيا مثل هذه الاتهامات وتصر على أنها ليست لها أي مصلحة في تأجيل عملية السلام. وقال بيسكوف: “المسودة الروسية للمذكرة لم تقدم بعد… العمل مستمر. هذه مسودة جادة.. مسودة لوثيقة جادة تتطلب مراجعات وإعداداً بعناية”.

صواريخ بعيدة المدى

بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو ستعتبر أي ضربة بصواريخ Taurus الألمانية على أي أهداف روسية، بمثابة مشاركة من برلين في العمليات العسكرية إلى جانب كييف.

ووفقاً لموقع Eurasian Times، يصل مدى منظومة صواريخ Taurus KEPD 350 السويدية الألمانية، إلى أكثر من 500 كيلومتر، ويمكنها تدمير الأهداف شديدة التحصين بدقة متناهية.

ويحتوي الصاروخ على نظام رأس حربي خامل متعدد التأثير، يزن حوالي 481 كيلوجراماً، ويضمن الصاروخ أقصى قدر من السلامة للطائرة وطاقمها، من خلال قدراته في المواجهة والدقة ومدى نشره الذي يزيد عن 350 كيلومتراً. 

وجاءت هذه التصريحات عقب إعلان المستشار الألماني فريدريش ميرتس في منتدى نظمته إذاعة WDR الألمانية، أنه “لم يعد هناك أي قيود على مدى الأسلحة التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا، لا من البريطانيين ولا من الفرنسيين ولا من جانبنا. ولا توجد قيود من الأميركيين أيضاً”.

وأشار إلى أن أوكرانيا “أصبحت تمتلك أسلحة بعيدة المدى تمكّنها من ضرب البنية التحتية العسكرية داخل الأراضي الروسية”.

وجاءت هذه التعليقات عقب ما كتبه ترمب على منصة “تروث سوشيال”، بأن بوتين “أصابه الجنون التام”، وقوله إن واشنطن تدرس فرض عقوبات جديدة على موسكو، في أعقاب شن روسيا لهجمات جوية كبيرة في حربها على أوكرانيا.

وقال سلاح الجو الأوكراني، إن روسيا أطلقت 355 طائرة مسيرة، و9 صواريخ كروز على أوكرانيا الليلة الماضية، فيما قال المتحدث باسم القوات الجوية الروسية لوكالة “رويترز”، إن الهجوم بالطائرات المسيرة هو الأكبر من نوعه الذي تشنه روسيا في الحرب حتى الآن.

من جهته، ذكر متحدث الكرملين، أن “الضربات التي شنتها القوات المسلحة الروسية على المنشآت العسكرية الأوكرانية هي رد على الهجمات على المنشآت المدنية الروسية”.

زيلينسكي: الهجمات الروسية خيار سياسي

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن الهجمات الجوية الروسية الكبيرة على أهداف أوكرانية هي “خيار سياسي” لبوتين، داعياً إلى تكثيف الضغط على موسكو.

وقال زيلينسكي في كلمته الليلية المصورة: “لا معنى عسكرياً لهذا، لكنه خيار سياسي واضح، خيار من بوتين، خيار من روسيا، خيار مواصلة الحرب وإزهاق الأرواح”.

واعتبر زيلينسكي أن الهجمات، أكثر من 900 طائرة مسيرة بالإضافة إلى صواريخ على مدى ثلاث ليال، “أظهرت أن روسيا تتلاعب بالدبلوماسية”، مضيفا أن موسكو “تستحق ضغطاً واسع النطاق، وكل ما يمكن فعله للحد من قدرتها العسكرية”.