في إحدى المناطق الحدودية، تدور صراعات على السلطة والوجاهة والزعامة وعلى مَن يكون الأقوى في تجارة الممنوعات بين عباس ويوسف الذي قرّر تنفيذ وصية والده الحنش، وذلك في الدراما السعودية “الضارية”، عن قصة لطلال العواجي، سيناريو الفوز طنجور وإخراج مجدي السميري وطنجور، بتكليف من وحدة المحتوى الأصلي بإدارة رشا علي وتحت إشراف سمر عقروق، وهو من أعمال شاهد الأصلية بالتعاون مع “استوديوهات MBC” على شاهد.
تبدأ الحكاية من طفولة يوسف حين كان أقرب أصدقائه تركي يومذاك، وبعدها رسم كل منهما طريقه وحدّد خياراته. ومع مرور السنين، يجد الصديقان نفسيهما في مواجهة مباشرة بين بعضهما البعض. وفي وقت يسعى فيه تركي لتنفيذ العدالة، يجد يوسف نفسه منغمساً في الإتجار بالمخدرات والسلاح ومدفوعاً لمواجهة عباس، قاتل أبيه الحنش وسط صراع ممتد بين العدالة والعصابات. ويضم العمل كوكبة من الممثلين على رأسهم: فايز بن جريس، تركي اليوسف، خالد صقر، ريم الحبيب، آيدا القصي، خيرية أبو لبن، وعبد الله متعب.
فايز بن جريس
فايز بن جريس
يوضح فايز بن جريس أن “شخصية يوسف قاسية بطبيعتها وتعلّمت القساوة من الحياة ومن التجارب التي مرت بها، لا سيما مما عايشه مع والده الذي وعده بأن يكمل الطريق من بعده وهو طريق الحنش”، مشيراً إلى أنه “منذ ذلك الوقت، بات يوسف شخصاً آخر لا يشبه نفسه”. ويردف فايز بالقول إن “يوسف ليس شخصاً عاطفياً، بل صاحب مبدأ غريب، يرضى بموجبه بأن يتاجر في المخدرات ويرفض الإتجار بالأسلحة، معتقداً أنه لا يتاجر بذلك بالموت، وقد زادت عليه المسؤولية بعد وفاة والده، حيث كان عليه أن يمارس مهامه ويرث تركته”.
يصف اللقاء الأول مع عباس بأنه غريب، في مقابل علاقته القوية جداً بشقيقيه، خالد ودلال، وهو يحرص على حمايتهما والدفاع عنهما، ويعتبر المساس بهما خطاً أحمر، فيما خسر أخاه غير الشقيق إبراهيم، كأخ، عندما تنازل الأخير لعباس عن دم والده. ويرى فايز أن “الشخصية تختلف عن كل ما قدّمته سابقاً، فالشخصية صارمة، متحفّظة حتى بمشاركتها للحب والعاطفة مع أقرب الناس، وهذا أكثر ما جذبني إليها”. أما عن قصة الحب مع بلقيس، فيقول: “هو حب الطفولة الذي كبُر معه، وكان واثقاً بأنهما سيكونان من نصيب بعضهما البعض رغم العقبات”.
تركي اليوسف
يقول تركي اليوسف: “حاولت أن أقدّم بصورة إنسان، الشخص الذي يفتقر إلى الصفات الإنسانية، وفي مرحلة ما، عرف كيف يقنع إبراهيم بأن يسلّمه أخاه غير الشقيق يوسف، بعدما أفشى أسراره، ليساوم يوسف عليها”. ويضيف: “عباس مهرّب، رئيس عصابة خطير وأحد كبار المهربين على الحدود، يظهر بملامح الشخصية المتسلّطة القوية والمتجبرة”.
ويردف اليوسف بالقول إن “الصراع بدأ بين عباس والحنش كقوتين متنافستين، وحصل إطلاق نار متبادَل بينهما، تمكن عبّاس خلاله من قتل الحنش، ومنذ ذلك الحين، يحاول يوسف الانتقام لوالده”. ويضيف: “كان بإمكان عباس تصفية يوسف منذ البداية، لكنه ربما رأى في هذا الخصم الابن الذي يتمناه”. ويصف عباس كرجل لا بيت له، بل مجموعة أوكار، ولا زوجة يخاف عليها ولا ابن، وهو متفرّد في السلطة والصراع في التهريب إلى جانب كونه دموياً وقاسياً”.
يرى تركي اليوسف أن “البطل الحقيقي لهذا العمل هو المكان، وهو مختلف عن بقية الأعمال الدرامية المعهودة، وتم تصويره في جنوب المملكة العربية السعودية قرب منطقة الباحة، واستُكمل في جيزان”. ويختتم اليوسف حديثه بالتأكيد أنه استمتع بتقديم الشخصية كما يستمتع دوماً بتقديم الأدوار الشريرة، “لأنها عند الكاتب المحرك الرئيسي للأحداث، إلى جانب كونها مغرية وممتعة للممثل”.
ريم الحبيب
ريم الحبيب
تقدّم ريم الحبيب شخصية مريم، وعنها تقول: “هي امرأة ريفية وأم لثلاثة أبناء، قُتل زوجها في حرب عصابات على الحدود في الجنوب، وتسعى طوال الرحلة لأخذ الثأر، وعليها الاختيار بين الثأر وسلامة أبنائها”. وعما جذبها للشخصية، تقول ريم إن “غالبية الأدوار النسائية تكون داعمة وليست رئيسية في سياق الأحداث، وهذا لا يعني أن هذا الدور ليس داعماً أيضاً، لكن له وقع خاص وأثر أساسي في تحويل القصة ودفع الشخصيات الرئيسية إلى الأمام، إضافة إلى أنني أحب الأعمال التي تسلّط الضوء على قصص العصابات والثأر في قالب من الحركة والتشويق عموماً، وهو ما لا يُكتب للأسف خصوصاً للنساء، ويبدو بالتالي مختلفاً عن النهج المتعارَف عليه”. وتضيف الحبيب: “مريم في أحد المشاهد عمّرت السلاح، وكانت تنوي أن توجهه إلى رأس عباس”. وتتطرق الحبيب الى كيفية تحضيرها لشخصياتها بالقول: “أقرأ الفكرة الأساسية للعمل، وأتعرّف إلى شخصياته ثم أغوص في الشخصية التي رشّحت لتقديمها، ومن هناك أقود العمل وفق إحساسي، لذلك تصبح بعض مشاهدي ترند، كمشهد موت أم جزاع في مسلسل “شارع الأعشى” مثلاً”. وترى ريم الحبيب أن “البطولة لا تصنع الممثل الحقيقي”، وهي لذلك تبحث عن الأدوار التي تحمل عمقاً وبُعداً درامياً.
خالد صقر
خالد صقر
من جانبه، يتحدث خالد صقر عن شخصية تركي في “الضارية”، فيقول إنه “ضابط كُلّف بمهمة صعبة جداً في قريته، وتتمثل في إلقاء القبض على مروّجي المخدرات فيها، ليضع حداً نهائياً لموضوع الإتجار بالسم والسلاح معاً”. ويشير إلى أن “تركي ويوسف كانا صديقَي طفولة، يلعبان معاً ولديهما ذكرياتهما الكبيرة معاً، كبُرا وكبُرت أحلامهما، واتخذ كل منهما بعدها طريقه، وشاءت الأقدار أن توكل الى تركي مهمة في القرية التي نشأ فيها، وتقتضي بأن يكون خصمه فيها لتنفيذ العدالة هو أقرب صديق له في مرحلة نشأته وتجمعه علاقة قديمة مع العائلة كلّها وليس مع يوسف فحسب”.
ويضيف صقر: “بعد فترة عمل خلالها في الرياض، اكتسب تركي طباع أهل العاصمة، فاختلفت لهجته إلى حد ما، عن لهجة أهل الضارية”. ويتوقف عند الصراعات الداخلية التي يمر بها، “التي لا يريدها أن تؤثر في سير مهمته النبيلة بأي شكل من الأشكال، ويستفزه المبدأ الغريب الذي يتمسك به يوسف وهو أنه يرفض الإتجار بالسلاح أي بالموت، لكنه يرضى بأن يكون أحد كبار تجار المخدرات”. ويؤكد خالد صقر أن “الهدف الأول عند تركي هو أن ينجح في القضاء على المخدرات ويمنع الإتجار بالسلاح، سواء كان خلف هذه الأمور يوسف أو عباس أو أي شخص آخر، أو حتى والده”.
الجدير بالذكر أن الدراما السعودية “الضارية”، يضم إلى جانب فايز بن جريس، تركي اليوسف، خالد صقر، وريم الحبيب، كلاً من: بدر محسن، الفهد بن بندر، عبد الله متعب، آيدا القصي، عزيز بحيص، سعيد صالح، خيرية أبو لبن، منصور بتال، سارا البهلكي، أحمد التركي، عبد الله البراق، فهد العبدلي، عبد العزيز الخثلان، وبمشاركة عمر الديني، عبد العزيز السكيرين، جبران الجبران، هند محمد، متعب القميزي، يحيى غماري، وإطلالة خاصة للقديرين مريم الغامدي، وعبد الإله السناني.
شارك
