الظهور «المفاجئ» لحمزة نمرة في احتفالية «وطن السلام» يثير اهتماماً مصرياً
أثار «الظهور المفاجئ» للفنان حمزة نمرة خلال احتفالية «مصر… وطن السلام» اهتماماً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما اعتبر كثيرون مشاركته حدثاً لافتاً في مناسبة وطنية رسمية تُقام بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي داخل دار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة).
وجاءت هذه المشاركة لتسجّل أول ظهور لحمزة نمرة في احتفال وطني داخل مصر، وهو ما أشعل نقاشاً واسعاً بين الجمهور والمتابعين الذين عبّروا عن دهشتهم وترحيبهم في الوقت ذاته بعودة صوته إلى مسارح بلاده، ضمن أمسية فنية ضخمة جمعت نخبة من نجوم الغناء المصري والعربي.
وخلال الحفل، قدّم حمزة نمرة إلى جانب النجمة آمال ماهر ديو غنائياً بعنوان «كلمات في حب الوطن»، حيث تفاعل الحاضرون مع أدائهما، كما وصفوا فقرتهما بأنها من أبرز لحظات الاحتفالية. وقد عُرض «الديو» على المسرح الرئيسي لدار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون، وسط أجواء احتفالية مهيبة شهدت حضور عدد كبير من الشخصيات العامة والإعلامية والفنية.

كما شارك نمرة في أوبريت «حراس الحياة»، الذي ضم كوكبة من أبرز نجوم الغناء في الوطن العربي، من بينهم محمد منير، وآمال ماهر، وأصالة نصري، وأحمد سعد، ومحمد حماقي، ومدحت صالح. وجاء الأوبريت من كلمات صابر كمال، وألحان إيهاب عبد الواحد، وتوزيع أسامة الهندي.
وقدّمت الحفل النجمة إسعاد يونس، وشهد الحفل أيضاً حضوراً لافتاً لعدد من نجوم الدراما والسينما، من بينهم هشام ماجد، ومصطفى غريب، ومحمد سلّام، وأحمد غِزي، ونور النبوي، ويوسف عمر، ومصطفى عماد، إلى جانب فقرة خاصة قدّمها الباحث المعروف أحمد الغندور (الدحيح)، التي حظيت بتفاعل واسع من الحضور؛ لما حملته من طابع علمي وترفيهي في آنٍ واحد.
ويرى الناقد الفني محمود عبد الحكيم أن «حمزة نمرة يُعد من أهم وأفضل الأصوات المصرية المعاصرة؛ لما يتميز به من صدقٍ فني وقدرة على التعبير عن القضايا الوطنية والعربية بوعي وإحساس عميق».
ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «حمزة نمرة لم يكن يوماً بعيداً عن الغناء في مصر، بل ظلّ يضع صوته في خدمة الفن المصري والعربي، أغنياته القديمة خير شاهد على ذلك، مثل أغنية (اسمي مصر) التي عكست انتماءه الحقيقي ووعيه الوطني».

ويرى عبد الحكيم أن «هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت في غيابه عن المحافل الرسمية بمصر، أبرزها انتشار شائعات في فترات سابقة حول عدم اقتناعه بسياسات النظام المصري؛ وهو ما أثار مخاوف لدى بعض الجهات من التعامل معه. ومع مرور الوقت، تبيّن أن تلك الأخبار لم تكن دقيقة، بل مجرد اجتهادات إعلامية لا تستند إلى حقائق. كما أن إقامته المستمرة في المملكة المتحدة ساهمت بدورها في تقليص ظهوره المحلي، رغم استمراره في الإنتاج الفني وتقديم أعمال ناجحة خارج الإطار الرسمي».
كما يقدم الناقد أحمد حسين صوان، المقرب من الفنان حمزة نمرة، تفسيراً إضافياً لابتعاد نمرة عن المحافل الرسمية المصرية بالسنوات الماضية، قائلاً إن «الجانب الشخصي لعب دوراً مهماً في تراجع ظهوره الإعلامي والمسرحي داخل مصر»، وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «حمزة نمرة فنان موهوب وصاحب مكانة فنية مميزة، لكنه بطبيعته خجول ومنطوٍ إلى حدٍ ما، ويفضل الابتعاد عن الصخب الفني والإعلامي».

وكان الفنان حمزة نمِرة قد تحدث مؤخراً عن أصوله وبداياته خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج «معكم»، حيث أوضح أن مشواره لم يكن سهلاً، إذ تزوج في سن الخامسة والعشرين، وكان يعمل في شركة ترجمة دون أن يعلم أحد بموهبته الغنائية. وبعد انتهاء يومه الطويل في العمل، كان يعود إلى غرفته الصغيرة ليؤلف الألحان، حتى عُرضت عليه فرصة للإشراف على هندسة الصوت في أحد الاستوديوهات، فترك عمله السابق وبدأ مسيرته الفنية بإنتاج ألبومه الأول «احلم معايا» ثم «إنسان». كما أوضح أن اسمه مصري خالص من محافظة الدقهلية (دلتا مصر)، معرباً عن اعتزازه بأغنيته «مستخبي» التي وصفها بأنها من أقرب أعماله إلى قلبه؛ لما تحمله من مشاعر صادقة ومعانٍ إنسانية.

