أكد المخرج المصري محمد دياب أن أحدث أفلامه «أسد» واجه صعوبات مالية أدت لتأخره 6 سنوات، معبراً عن سعادته بردود الفعل بعد طرح البرومو الأول للفيلم أخيراً، قائلاً في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن الفيلم أمامه نحو 4 أشهر حتى يصبح جاهزاً للعرض، لافتاً إلى أن الفنان محمد رمضان هو الترشيح الأول والأخير للفيلم ولم يكن هناك سواه ليؤدي هذا الدور، وأشار إلى أن «شركتين إنتاجيتين في أعمالهما الأولى تحمستا للفيلم».
وحقق «البرومو» الأول للفيلم اهتماماً لافتاً بعد طرح الفنان محمد رمضان له خلال حضوره مهرجان الجونة، ويقول محمد دياب عن ذلك: «الحمد لله، سعدت للغاية بردود الأفعال الكبيرة بعد طرح التريلر لأننا عملنا عليه كمنتج فني بتصميمه الجديد وقد خلا من وجود صوت، وكانت مخاطرة ناجحة، وكنا نتحدث عن مشروع الفيلم منذ عدة سنوات فكان هناك تشوق من الناس لمعرفة شيء عنه، لا سيما بعد تجربتي مع (مارفل)، كما كان هناك ترقب للشكل الجديد الذي سيظهر به الفنان محمد رمضان، والحقيقة أن ردود الأفعال أكثر من إيجابية وقرأت مقالات مكتوبة عن التريلر أسعدتني».
وكشف التريلر عن ضخامة الميزانية والملابس والديكورات ومشاهد المعارك، التي قال عنها دياب: «أول من يستحق الشكر على ذلك هو المنتج الذي عمل على تحقيق أحلامي المكتوبة على الورق، من خلال شركتي (جود فالز) و(سكوب) وقد ساندتا الفيلم ومنحتاه الدفعة التي يحتاجها، وشركة (بيج تايم)، وقد آمن بالفيلم المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه بالسعودية وعَده من أولوياته لأنه فيلم كبير وفي حاجة لأكثر من جهة إنتاجية».

يشيد دياب بطاقم الفيلم الفني: «معي فريق على مستوى عالٍ من العناصر الفنية، من بينها الملابس لريم العدل، والديكور أحمد فايز، ومدير التصوير أحمد بشاري، وفريقي الإخراج والإنتاج الذين استطاعوا تنفيذ فيلم تتسم كافة مشاهده بالصعوبة وليس من بينها مشهد واحد سهل».
أحداث الفيلم التي تدور في إطار من الدراما التاريخية من خلال شخصية «علي بن محمد الفارسي» الذي قاد ثورة العبيد خلال الحكم العباسي، التي استمرت 14 عاماً، وحول اختياره لفترة تاريخية صعبة يقول دياب: «لا أخطط لعمل فيلم تاريخي لكن هذه هي القصة التي جذبتني أنا وشقيقاي خالد وشيرين منذ نحو 6 سنوات، وكتبنا الفيلم معاً والسيناريو جاهز منذ ذلك الوقت لكن واجهنا صعوبات إنتاجية حتى وجدنا الجهات الإنتاجية التي آمنت بالفيلم».
موهبة محمد رمضان
يكشف دياب أنه منذ كتب الفيلم، توافق هو وشقيقاه على أن الشخصية الرئيسية لن يقوم بها سوى محمد رمضان وإلا لن ينفذوا الفيلم، مبرراً ذلك بقوله: «مواصفات الشخصية الشكلية والفنية لا تنطبق سوى على محمد رمضان وهو فنان موهوب جداً، ولا يمكن لأحد أن يؤدي الدور سواه وسوف يتأكد للجميع ذلك حين يشاهدون الفيلم».
ويلفت دياب إلى أن الفيلم له طابع جماهيري وآخر فني، مؤكداً أنهم «كصناع للفيلم لم يخاطبوا أياً من المهرجانات، لأن الفيلم لم ينته بعد ويحتاج 4 أشهر على الأقل ليكون جاهزاً للعرض، لذا فإن مشاركته في مهرجانات قبل عرضه التجاري أمر سابق لأوانه، لكننا سعداء في كل الأحوال بالفيلم».

يضم «أسد» ممثلين من جنسيات عربية متعددة، من بينهم محمد رمضان وماجد الكدواني من مصر، رزان جمال من لبنان، ركين سعد من الأردن، كامل الباشا من فلسطين، محمود السراج وإسلام مبارك وإيمان يوسف من السودان، وعن هذه الاختيارات يقول دياب: «لأن الأدوار بها تنوع وكل دور في مكانه، وطبيعة الفيلم تستلزم هذا التعدد للممثلين».
نقل صوت العرب
يأتي الفيلم كأول عمل للمخرج محمد دياب بعد تجربته الناجحة في مسلسل «Moon Knight» مع «ديزني»، التي يرى أنها تجربة منحته الثقة وجعلته «يحب صوتنا أكثر كعرب ومصريين»، مثلما يؤكد: «اتضح لي أن هذا ما أريد أن أقدمه، فقد عُرضت عليَّ مشروعاتٌ فنيةٌ كثيرةٌ في أميركا لكن لم أقبلها، لأنني أرغب في أن أعبر عن صوتنا بشكل واضح».

ينشغل محمد دياب أيضاً بمرحلة الترويج لفيلم «عيد ميلاد سعيد» الذي يمثل مصر في منافسات «الأوسكار»، وقد شارك في كتابته مع زوجته المخرجة سارة جوهر، كما شارك في إنتاجه، وكان قد عُرض بافتتاح مهرجان الجونة وحاز جائزة «سينما من أجل الإنسانية» إلى جانب الجوائز التي حصل عليها من مهرجانات سينمائية عدة.
ويُعلق دياب على ذلك قائلاً: «فيلم (عيد ميلاد سعيد) نجح بشكل لافت في مهرجان الجونة، وهو الوحيد الذي أُقيم له عرض ثالث لإقبال الحضور عليه، وقد قامت سارة جوهر مخرجة ومؤلفة بالفيلم بعمل عظيم، وهي المرة الأولى التي نجتمع فيها كعائلة، فالفيلم من كتابتي أنا وسارة لكنه مبني على قصة قصيرة لخالد وشيرين دياب، وإخراج سارة، والفيلم يواصل نجاحاته بالحصول على جوائز مهمة».

ويشدد على أن هناك حماساً كبيراً للفيلم ونحن نفخر بترشيحه لـ«الأوسكار»، والترويج له يتطلب إنفاقاً كبيراً لعرضه في أكثر من مكان بأميركا، «فبقدر الإنفاق تتحقق الدعاية، ونستعيض عن بعض ذلك بوجود فنان مثل النجم العالمي جيمي فوكس الذي حاز (الأوسكار)، وهو من منتجي الفيلم، كما نراهن على مستوى العمل، ونقوم بكل ما نستطيع لأجل ذلك».

