قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن بلاده تسعى إلى مواصلة الحوار مع الإدارة الأميركية، رغم العقوبات التي فرضتها على أكبر شركتي نفط روسيتين، محذراً في الوقت نفسه من أن رد موسكو سيكون “مدوياً” في حال تعرضت لهجمات بصواريخ “توماهوك” الأميركية بعيدة المدى.
ووصف بوتين في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، العقوبات الأميركية بأنها “عمل غير ودي لا يعزز العلاقات الروسية الأميركية”، وقال: “إذا تحدثنا عن الجانب السياسي، فهذا بالطبع عمل غير ودي تجاه روسيا، وهذا أمر بديهي لا يعزز العلاقات الروسية الأميركية، التي بدأت للتو في التعافي”.
وذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض أكبر عدد من العقوبات على روسيا خلال ولايته الرئاسية الأولى، وأضاف: “من المعروف أن الرئيس ترمب فرض خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى أكبر عدد من العقوبات على الإطلاق ضد الاتحاد الروسي”.
وأعرب بوتين عن أمله ألا تؤثر العقوبات الجديدة ضد روسيا على سوق الطاقة العالمية، معتبراً أن مساهمة بلاده في توازن الطاقة العالمي “بالغة الأهمية”، وقال: “مساهمتنا في توازن الطاقة العالمي كبيرة للغاية”.
كما عبّر عن أمله بـ”ألا يؤدي هذا إلى تغييرات خطيرة في السوق العالمية، رغم أن الجميع يجب أن يفكروا الآن، وأنا أتفق مع وكالة الطاقة الدولية في الاستثمار في الطاقة التقليدية”.
وتوقع أن تؤدي العقوبات لـ”ارتفاع حاد في أسعار النفط والمنتجات البترولية، بما في ذلك في محطات الوقود”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة ليست استثناءً، وبالنظر إلى الأجندة السياسية الداخلية لأميركا، يتضح مدى حساسية بعض الإجراءات في هذا الصدد، وعلى من يضغطون على الإدارة الحالية لاتخاذ مثل هذه القرارات أن يفهموا لصالح من يعملون”.
وأضاف الرئيس الروسي: “إذا تجاوزنا في نهاية المطاف الضغوط، وتوجهنا نحو نقاش جاد حول مستقبلنا على المدى البعيد، بما في ذلك المجال الاقتصادي، فسنجد أمامنا مجالات عديدة للعمل المشترك.. نحن مستعدون عموماً لذلك، ولكن كما نرى، هذا لا يعتمد فقط على الاتحاد الروسي، بل أيضاً على شركائنا”.
قمة المجر
وعن “قمة المجر” التي كان من المقرر عقدها بين ترمب وبوتين خلال الأسابيع المقبلة، قال الرئيس الروسي إن “القمة مع ترمب بحاجة إلى تحضير، وقد بحثتُ مع الرئيس الأميركي تأثير موقف الإمدادات النفطية الروسية على الأسعار العالمية، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة”.
وعن احتمالية تزويد واشنطن كييف بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى، حذر بوتين من أن “رد موسكو على أي هجمات في العمق الروسي سيكون جاداً للغاية”، مشدداً على أن بلاده “لن ترضخ أبداً للضغوط الخارجية”.
ويصل مدى صواريخ “توماهوك” إلى 2500 كيلومتر، مما يضع موسكو في مدى الترسانة الأوكرانية في حال حصول كييف عليها.
وكان الرئيس الأميركي أعلن، الأربعاء، إلغاء قمة كانت مقررة في المجر مع نظيره الروسي، قائلاً إنه “لم يشعر بأن التوقيت مناسب”، مشيراً إلى أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على أكبر شركتين روسيتين للنفط تهدف إلى دفع موسكو نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ورداً على سؤال بشأن سبب تعجيل فرض العقوبات على روسيا، رغم قوله سابقاً إنه ما زال يعتقد أن بوتين يريد إنهاء الحرب، أعرب ترمب خلال لقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، بالبيت الأبيض، عن أمله بإنهاء الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا منذ عام 2022.
وأضاف الرئيس الأميركي: “اليوم يوم كبير جداً من حيث ما نقوم به.. انظروا، هذه عقوبات ضخمة، عقوبات كبيرة جداً على شركتين روسيتين كبيرتين في مجال النفط. ونأمل ألا تستمر طويلاً، نأمل أن تُحل الحرب”، معرباً عن أمله بأن “يتحلى الرئيسان الروسي، والأوكراني (فولوديمير زيلينسكي) بالعقلانية”.
كما نفى الرئيس الأميركي تقرير نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن مسؤولين أميركيين بأن واشنطن رفعت قيوداً رئيسية على استخدام أوكرانيا لبعض الصواريخ بعيدة المدى التي يقدمها لها حلفاء غربيون، مما يمكّن كييف من تصعيد هجماتها داخل روسيا وزيادة الضغط على موسكو.
عقوبات أوروبية أميركية
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على “روسنفت” و”لوك أويل”، في ما وصفته برد على “غياب التزام روسيا الجاد بعملية السلام لإنهاء حرب أوكرانيا”، بالتزامن مع موافقة الاتحاد الأوروبي على الحزمة التاسعة عشرة من القيود ضد موسكو، والتي تشمل حظر واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي وتوسيع قائمة الكيانات المشمولة بالعقوبات.
وقالت “الخزانة الأميركية”، في بيانها، إن الخطوة تهدف إلى “زيادة الضغط على قطاع الطاقة الروسي، وتقويض قدرة الكرملين على جمع الإيرادات لتمويل آلة الحرب، ودعم الاقتصاد المتضرر”.
وأضافت: “وزارة الخزانة مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر لدعم جهود الرئيس دونالد ترمب لإنهاء حرب أخرى، وندعو حلفاءنا للانضمام إلى هذه العقوبات والالتزام بها”.

