استقبل ولي العهد المغربي الأمير الحسن بن محمد السادس، مساء الأربعاء، بعثة المنتخب الوطني للشباب، المتوجة حديثاً بلقب كأس العالم، وذلك في احتفال كبير احتضنه القصر الملكي بالعاصمة الرباط.
وكان المنتخب المغربي وجد استقبالاً شعبياً حاشداً من آلاف الجماهير التي احتشدت لتحية «أشبال الأطلس».
ونزل اللاعبون من الطائرة، ملوّحين بالأعلام الوطنية ومرددين الأهازيج الوطنية.
وفي مساء الأربعاء، انطلقت حافلة مكشوفة تقلّ عناصر المنتخب المغربي في جولة احتفالية عبر شوارع الرباط، مرّت بشارع النصر وشارع محمد الخامس، وسط موجات بشرية غفيرة اصطفّت على الجانبين لتحية الأبطال.
خلال الحفل، هنّأ ولي العهد المغربي اللاعبين والطاقم التقني والإداري على هذا الإنجاز العالمي غير المسبوق، مؤكداً أن هذا التتويج يعكس روح الانضباط والمثابرة والإصرار التي تميز الشباب المغربي، مشيداً بقدرتهم على رفع راية الوطن خفاقة في أرقى المحافل الكروية.
خلال الاستقبال، نقل ولي العهد تهاني وتقدير الملك محمد السادس لعناصر المنتخب، مشيداً بالأداء البطولي الذي قدموه خلال المونديال، وبالروح الوطنية العالية طيلة المنافسات.
وحرص الأمير الحسن على التقاط صور تذكارية مع المنتخب، في مشهد يجسد القيم المغربية الراسخة في رعاية الشباب وتشجيع الطاقات الواعدة على الإبداع والتميز.
وشدّد ولي العهد على ضرورة مواصلة دعم الأجيال الصاعدة وإتاحة الفرصة أمامها لتطوير مهاراتها في بيئة رياضية احترافية تُواكب طموحات المملكة في التميز القاري والعالمي.
وتحولت العاصمة الرباط إلى عاصمة للفرح، حيث خرجت الحشود الغفيرة إلى الشوارع والساحات الكبرى، مرددة هتافات النصر ومزيّنة وجوهها وأعلامها بألوان الأحمر والأخضر.
ومن ساحة باب الأحد إلى محيط القصر الملكي، اصطفّت الجماهير في مشهد غير مسبوق، يختصر حجم الفخر الشعبي بإنجازٍ كروي تاريخي جعل المغرب أول دولة عربية وأفريقية تتوّج بكأس العالم لفئة أقل من 20 سنة.
يأتي هذا التتويج ليعزز مساراً متصاعداً لكرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة، منذ تألق المنتخب الأول في كأس العالم قطر 2022 وبلوغه نصف النهائي، إلى النجاحات التي عرفتها المنتخبات النسوية والفئات العمرية.
ويجمع المراقبون على أن هذا النجاح هو ثمرة الرؤية الملكية الرامية إلى جعل الرياضة رافعة للتنمية، عبر الاستثمار في البنيات التحتية والتكوين القاعدي، من خلال مشاريع استراتيجية مثل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت نموذجاً قارياً في صناعة المواهب.