عثرت قوى الأمن الداخلي في منطقة المخرم، بريف حمص الشرقي، على سجنٍ تحت الأرض شمال قرية بويضة السلمية، كان يستخدمه نظام الأسد وميليشياته خلال فترة الاحتجاجات الشعبية لاحتجاز المدنيين.
وأوضح معاون مدير منطقة المخرم، عمر الموسى، في تصريح لوكالة سانا (الاثنين)، أن اكتشاف السجن جاء قبل نحو عشرة أيام أثناء قيام دوريات الشرطة بعمليات تفتيش وبحث في أماكن يشتبه باستخدامها لأغراض مشبوهة ضمن نطاق المنطقة.
السجن عبارة عن مخبأ تحت الأرض مزود بباب حديدي، وبداخله تجهيزات مثل فرش إسفنجية وأغطية صوفية وأدوات تستخدم في التعذيب مثل العصي والحبال، بالإضافة إلى كتب ومطبوعات كانت موجهة للميليشيات المدعومة من النظام البائد. ويتصل الموقع بنفق بعمق خمسة أمتار وطول أربعين متراً.
الخبر ليس هو الأول من نوعه في المحافظة منذ سقوط النظام، إذ أعلن مصدر أمني في محافظة حمص، في الرابع من الشهر الحالي، اكتشاف عدة مقابر جماعية تابعة لمنطقة المخرم بريف حمص الشمالي الشرقي، تضم رفات نحو 16 شخصاً مجهولي الهوية، وذلك بعد بلاغ من أحد رعاة الأغنام في المنطقة.
المنطقة كانت تحت سيطرة ميليشيا «الدفاع الوطني» التابعة للنظام قبل سقوطه نهاية العام الماضي، وأوضح مسؤول الحواجز في منطقة المخرم، مصطفى محمد، أنه فور تلقي البلاغ، أرسلت دورية إلى الموقع، حيث اكتشفت 6 مقابر موزعة داخل المغاور، مشيراً إلى أن فرقاً من الدفاع المدني والطبابة الشرعية ستتخذ الإجراءات اللازمة لتحديد هويات الضحايا.
وأوضح الطبيب الشرعي أحمد الخليل أن الرفات الموجود في أول مغارة تضم ثلاث جثث الأولى لرجل يقارب الثلاثين من عمره، والثانية لفتاة عشرينية، والأخيرة لطفل عمره نحو ثلاث سنوات، وأن مدة الوفاة تُقدر بعشر سنوات، ولا تزال الفرق المختصة مستمرة في الكشف عن بقية الرفات في المغاور الأخرى.
وكانت فرق الدفاع المدني في محافظة حمص تمكنت في سبتمبر (أيلول) الماضي، من انتشال رفات عظمي لأشخاص مجهولي الهوية في حي كرم الزيتون بمدينة حمص، وذلك عقب تلقي بلاغ من سكان الحي يفيد بوجود رفات بشري.
وفي الرابع والعشرين من الشهر الماضي عثرت قوى الأمن الداخلي في محافظة حمص على سجن تحت الأرض في منطقة زراعية قرب قرية أبو حكفة بالريف الشمالي الشرقي، كان يستخدمه النظام البائد لاحتجاز المدنيين.