أصدر القضاء الإيراني حكماً بسجن عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، النائب أبو الفضل ظهره وند؛ على خلفية تصريحات صحافية له حول حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي.
وأفادت وكالة «فارس»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، بأن النائب أُدين بالسجن لمدة ثلاثة أشهر ويوم واحد، بناءً على شكوى من المجلس الأعلى للأمن القومي، لكن السلطات أعلنت أن الحكم قابل للاستئناف.
ويُمنع ظهره وند، بموجب الحكم القضائي، من إجراء مقابلات صحافية أو أي نشاط إعلامي، بما في ذلك نشر المقالات لمدة عامين، فضلاً عن دفع غرامة مالية.
ورأت المحكمة أن تصريحات النائب لا تندرج ضمن واجباته النيابية التي تمنح المشرّعين الحصانة ضد الملاحقة القضائية. وتُشرف لجنة تأديبية على سلوك النواب في البرلمان الإيراني.
في هذا الصدد، ذكرت وكالة «ميزان»، المنصة الإعلامية للسلطة القضائية، أنه بعد تقديم شكوى ضد هذا العضو بالبرلمان، جرى الاستفسار من لجنة مراقبة سلوك النواب بشأن تصريحاته، غير أن اللجنة أكدت أن تلك التصريحات لا تندرج ضمن إطار مهامّه النيابية.
وأضافت الوكالة أن «تصريحات النائب، خلال مقابلة عبر الإنترنت، تسببت في إرباك الرأي العام وإثارة القلق لدى المواطنين».
واحتجّ النائب على الحكم الصادر بحقّه، متوعداً بإثارة القضية في جلسة علنية أمام البرلمان، وقال إنه «سيقدم اعتراضاً رسمياً على الحكم المخالف للدستور»، معرباً عن استيائه من «تسريب القضية إلى وسائل الإعلام». وقال: «يحق لأي نائب إبداء الرأي في القضايا السياسية الداخلية والخارجية».
وأضاف: «أعتقد أن سوء إدارة الحكومة هو ما أوصل الشعب إلى هذا الوضع الصعب، ورغم تصويت هيئة المحلّفين لصالح موقفي، فإن القاضي أصدر هذا الحكم ضدّي».
وأفادت صحيفة «هم ميهن» بأن سبب صدور هذا الحكم يعود إلى التصريحات الأخيرة، التي أدلى خلال حوار عبر الإنترنت، إذ طرح فيه جملة من الادعاءات، مِن بينها أن انقلاباً داخلياً في طور التشكل، وأن الثورة (النظام) في إيران ستنتهي مع نهاية الحكومة الرابعة عشرة. كما أشار إلى أن نتنياهو يقول إنه تمكّن من اختراق جميع مستويات النظام».
وكان ظهره وند من بين النواب النشِطين، خلال الشهور الأخيرة، وانتقد وقف الحرب مع إسرائيل، وهو مِن بين أشد المعارضين لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، زعم أن عدداً من مقاتِلات «ميغ-29» الروسية دخلت إيران، وتركزت في قاعدة «شيراز» الجوية، مضيفاً أن «تسليم مقاتلات (سوخو-35) سيبدأ تدريجياً». كما كشف عن «دخول واسع النطاق» لمنظومتَي الدفاع الجوي «إتش كيو-9» الصينية، و«إس-400» الروسية.
ويحمل ظهره وند في سِجل منصب السفير الإيراني الأسبق في إيطاليا وأفغانستان، وكان عضواً في فريق المفاوضات النووية الذي ترأسه سعيد جليلي، الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي، في فترة حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد.