يتنافس المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، مساء الثلاثاء، مع العراقي على آخر البطاقات الآسيوية المباشرة، المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، في مواجهة ستكون الأخيرة في رحلة التصفيات لطرفها الفائز، فيما يذهب الآخر إلى رحلة أخرى عبر الملحق الآسيوي، ومن ثم ملحق القارات إذا ما نجح بعبور ملحق قارته.
وبالنظر إلى نتائج المنتخبيْن، في آخر مباريات التصفيات تاريخيًا، يحظى «الأخضر» بأفضلية على «أسود الرافدين» من ناحية النتائج، ومرات الاحتفال بحجز مقاعد مونديالية، كما أن المنتخب السعودي سجل انتصارات لافتة على مجموعة من عمالقة القارة، في آخر مواعيد التصفيات، مثل منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران.
وكان المنتخب السعودي قد سجل حضوره الأول في الصراع على البطاقات المونديالية، في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات نسخة 1978، لكنه لم يصل إلى الدور النهائي من التصفيات، بعدما خسر مباراته الأخيرة في الدور الأول أمام إيران بهدفين.
وحجز الأخضر مقعدًا في الدور النهائي لتصفيات نسخة 1982، لكنه اكتفى بنقطة وحيدة في هذا الدور، كما تعرّض لهزيمة قاسية بنتيجة 0ـ5 أمام نيوزيلندا في مباراته الأخيرة حينها، ولو أنّه بدأ رحلته في التصفيات حينها مع فوز على العراق بهدف سجله أمين دابو في أولى مبارياته بالدور الأول.
ولعب المنتخب السعودي مباراتيْن فقط في تصفيات نسخة 1986، كلاهما أمام الإمارات، إذ تعادل سلبًا في الأولى، وخسر الثانية بهدف، ليخرج من الدور الأول، إلا أنّ نتائجه تحسنت بشكل كبير بعد ذلك، بدءًا من تصفيات 1990، التي شهدت وصوله إلى الدور النهائي، وفوزه على كوريا الشمالية بهدفيْن نظيفيْن في الجولة الأخيرة دون أن يتأهل.
واستمر تطور الأخضر في تصفيات 1994، إذ فتح طريقه نحو المونديال للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على إيران 4ـ3 في الجولة الأخيرة، علمًا أنّه تعادل مع العراق في رابع مبارياته في الدور النهائي حينها.
وحجز المنتخب السعودي مقعدًا في نهائيات نسخة 1998، بعد فوزه على قطر في الجولة الأخيرة من التصفيات الآسيوية، ثم احتفل مجددًا بالتأهل إلى كأس العالم، للمرة الثالثة في نسخة 2002، عقب فوز عريض على تايلاند في الجولة الأخيرة، بنتيجة 4ـ1، علمًا أنّه فاز على العراق بهدف دون رد في الجولة الثالثة من الدور النهائي حينها بهدف سجله عبيد الدوسري.
وتأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم، للمرة الرابعة تواليًا، في نسخة 2006، إذ ضمن تأهله قبل أن يخوض مباراته في الجولة الأخيرة، وفاز على منتخب كوريا الجنوبية في آخر مبارياته، ليضمن صدارة مجموعته، أمام الكوريين في الدور النهائي.
ووصل المنتخب السعودي إلى الملحق الآسيوي في تصفيات نسخة 2010، وخسر تقدمه أمام منتخب البحرين في الثواني الأخيرة من مواجهة الإياب، فاكتفى بالتعادل 2ـ2، في نتيجة كسرت سلسلة تأهله إلى النهائيات، ثم خاض تجربة مخيبة في تصفيات 2014، دون أن يصل إلى الدور النهائي، بعدما خسر مباراته الأخيرة في الدور الثالث بنتيجة 2ـ4 أمام أستراليا.
وعاد الأخضر إلى سكة التأهل في نسخة 2018، بعدما حجز بطاقته في جدة، عقب الفوز 1ـ0 على اليابان في الجولة الأخيرة من الدور النهائي للتصفيات الآسيوية، علمًا أن هذا الدور شهد فوز المنتخب السعودي على العراق في الجولة الثانية بنتيجة 2ـ1، بعد هدفيْن سجلهما نواف العابد في الدقائق العشر الأخيرة.
واحتفل المنتخب السعودي بالتأهل إلى المونديال للمرة السادسة، في نسخة قطر 2022، إذ حجز بطاقته قبل أن يخوض مباراته الأخيرة في الدور النهائي، والتي شهدت فوزه على منتخب أستراليا بهدف نظيف.
ومن ناحيته، خاض المنتخب العراقي صراع التأهل إلى المونديال، لأول مرة، في تصفيات نسخة 1974، وحقق فوزاً عريضاً في آخر مبارياته، باكتساحه نيوزيلندا برباعية نظيفة، لكنه لم يتأهل إلى الدور التالي، بعدما ذهبت بطاقة مجموعته إلى منتخب أستراليا، والذي تفوق على العراق بفارق نقطة فقط.
وانسحب المنتخب العراقي من تصفيات 1978 دون خوض أي مباراة، ثم عاد للمشاركة في تصفيات 1982، ففاز على سوريا 2ـ1 في آخر مبارياته، دون أن يعبر إلى الدور الثاني من التصفيات، إذ احتل المركز الثاني في مجموعته، بفارق نقطتيْن خلف المنتخب السعودي.
وحقق العراقيون حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم عام 1986، بعد الفوز في المباراة الحاسمة لتحديد هوية المتأهل من القسم الغربي للقارة، على منتخب سوريا بنتيجة 3ـ1، وبأهداف سجلها حسين سعيد وشاكر محمود وخليل علاوي، لكنه تعرّض لخيبة في تصفيات 1990، إذ فشل في عبور الدور الأول من التصفيات، بعد تعادله مع قطر 2ـ2 في مباراة أخيرة حاسمة.
ووصل المنتخب العراقي إلى الدور النهائي من تصفيات 1994، وتعادل مع اليابان في المباراة الأخيرة بنتيجة 2ـ2، فأكّدت هذه النتيجة خروجه من الصراع، لكنها أكّدت أيضًا حرمان المنتخب الياباني من التأهل، إذ ذهاب بطاقة العبور الثانية إلى كوريا الجنوبية بسبب هدف التعادل العراقي القاتل في شباك اليابان، فيما احتل المنتخب السعودي صدارة المجموعة.
وتعرّض المنتخب العراقي لخيبة في تصفيات 1998، مع خروجه من الدور الأول، بعدما خسر مرتين أمام كازاخستان، إحداهما في مباراته الأخيرة حينها بنتيجة 1ـ3، فيما خسر مباراته الأخيرة في رحلة تصفيات 2002 أمام إيران بنتيجة 1ـ2، ليحتل المركز الرابع في المجموعة الثانية من الدور الثاني.
ولم يتأهل «أسود الرافدين» إلى الدور النهائي من تصفيات 2006، مع اكتفائهم بمركز الوصافة خلف أوزبكستان في مجموعتهم، ولو أنهم فازوا بنتيجة 4ـ1 على فلسطين في آخر مبارياتهم حينها، قبل خسارتهم لآخر مبارياتهم في تصفيات 2006 أمام قطر بهدف نظيف، ليفشلوا في مهمة بلوغ الدور الرابع والأخير من التصفيات.
ووصل المنتخب العراقي إلى الدور النهائي من تصفيات نسخة 2014، لكنه خسر 5 من أصل 8 مباريات، فتذيّل مجموعته بعد الخسارة بهدف أمام أستراليا في الجولة الأخيرة، ثم كرر وصوله إلى الدور النهائي في تصفيات 2018، وفاز على الإمارات بهدف في الجولة الأخيرة، لكن بعد فوات الأوان، إذ احتل المركز الخامس في مجموعة ضمت 6 منتخبات.
وسجل المنتخب العراقي حضوره في الدور النهائي من التصفيات في الصراع على بطاقات النسخة المونديالية الماضية قطر 2022، واكتفى هذه المرة بالمركز الرابع، علمًا أنّه تعادل مع المنتخب السوري 1ـ1 في مباراته الأخيرة.
