انتقدت مجموعة من نجوم البودكاست ومنتجي البرامج على منصة “يوتيوب” في الأشهر الأخيرة موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن عدة قضايا، بينها قوانين الهجرة وحرية التعبير ووثائق جيفري إبستين وحرب إسرائيل على غزة، إذ يشهد تراجعاً في شعبيته بين الشباب الأميركي، بحسب شبكة NBC News.
وتشمل قائمة نجوم البودكاست الذين وجهوا انتقادات لترمب كلاً من: جو روجان، وثيو فون، وأندرو شولز، وشون رايان، وهي مجموعةٌ استمالهم الرئيس الأميركي بشدة للوصول إلى جمهورهم خلال حملة العام الماضي.
وانتقد روجان وفون بشكل خاص أجندة إدارة ترمب للترحيل الجماعي، إذ وصف بعض عمليات الترحيل بأنها “مجنونة للغاية”، بينما تساءل فون عن سبب نشر وزارة الأمن الداخلي مقاطع فيديو لاعتقالات تتعلق بالهجرة على الإنترنت.
بدوره، انتقد شولتز وزميله في تقديم البرنامج، أكاش سينج، ترمب لعدم وفائه بوعود حملته الانتخابية.
وقال شولتز خلال حلقة من بودكاسته “Flagrant”، في يوليو: “كل ما دافع عنه ترمب في حملته الانتخابية، كنت أعتقد أنه يريد القيام به، والآن يفعل عكس كل شيء تماماً (…) لم أصوت لأي من هذا.. إنه يفعل عكس كل ما صوّت له تماماً”.
وأشار شولتز تحديداً إلى فشل ترمب في إنهاء الحروب في أوروبا والشرق الأوسط بسرعة، وعجز الموازنة، وحملة ترحيل المهاجرين.
وفي حين أن قلة من هؤلاء المقدمين، الذين يميلون إلى أن يكونوا أقل صراحةً في توجهاتهم السياسية من النشطاء المحافظين الصريحين مثل الناشط تشارلي كيرك، أيدوا رسمياً حملة ترمب، إلا أنهم منحوه منصةً للحديث عن الرياضة والسياسة والتكنولوجيا والكوميديا ونظريات المؤامرة مع ملايين المشاهدين والمستمعين الذين يصعب على السياسيين عادةً جذب انتباههم.
وأقرّ الاستراتيجيون الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء بأن استعداد ترمب للتفاعل معهم ساهم في منحه دفعةً قويةً في انتخاباتٍ شهدت منافسةً حامية.
وتُهدد الخلافات الأخيرة بفقدان بعض دعم ترمب، ربما من مستمعي البودكاست الأقل نشاطاً سياسياً والأصعب وصولاً، حتى لو لم يُترجم ذلك إلى زيادةٍ في قاعدة الناخبين للديمقراطيين.
ورغم أن هذه هي الفترة الرئاسية الثانية لترمب، وبالتالي لن يكون بوسعه الترشح مجدداً، إلا أن الجمهوريين يأملون في الحفاظ على أصوات الناخبين الجدد الذين صوتوا له خلال معركتهم في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، وفي الحفاظ على الرئاسة في عام 2028.
تراجع شعبية ترمب بين الشباب
وأظهر استطلاع رأي، أجرته شبكة NBC News بين أغسطس وسبتمبر، أن 33% من البالغين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يوافقون على تعامل ترمب مع قضايا الترحيل والهجرة، بينما رفض 67% ذلك.
ومن بين البالغين الأميركيين من جميع الأعمار، أيدت نسبة أعلى قليلاً 43% تعامل الرئيس مع قضايا الترحيل والهجرة.
وخلال مجموعات التركيز الأخيرة التي ضمت ناخبي ترمب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، والتي رصدتها الشبكة ضمن سلسلة “مقررو عام 2025″، التي تنتجها جامعة سيراكيوز وشركتا الأبحاث “إنجاجيوس” و”ساجو”، قال عدد قليل من الناخبين إن أشخاصاً مثل روجان وفون ساعدوا في إقناعهم بالتصويت لترمب.
وأظهر استطلاع رأي أجرته NBC News Decision Desk بدعم من SurveyMonkey في أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر أن 47% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يوافقون “بشدة” أو “إلى حد ما” على أداء ترمب في منصبه حتى الآن، بينما أبدى 53% من هذه المجموعة رفضهم له “بشدة” أو “إلى حد ما”.
مع ذلك، فإن خيبة الأمل لدى الشباب، ومن يستمعون إليهم، قد تحرم الحزب الجمهوري من آلية لجذب الناخبين ذوي الميول الانتخابية المنخفضة الذين يؤيدونهم.
وبينما قال معظم أعضاء مجموعة التركيز إن المؤثرين لا يغيرون آراءهم، إلا أنهم رددوا انتقادات مماثلة للتعبير عن إحباطهم من ترمب، ورغم بعض التصدعات في ائتلاف ترمب من الشباب، يُقرّ الديمقراطيون باستمرار قوة ترمب وضعف حزبهم بين الشباب والمؤثرين الذين يتابعونهم.
وقال النائب الديمقراطي السابق كولين ألريد، وهو لاعب سابق في دوري كرة القدم الأميركية، وترشح لمجلس الشيوخ في تكساس العام الماضي، ويترشح مجدداً في عام 2026: “لاحظتُ أحياناً وجود صلة بين عالم اللياقة البدنية والانضمام إلى بعض هذه المدونات الصوتية والمنصات الإلكترونية التي قد تكون يمينية متطرفة”.
وأضاف: “بصفتي شخصاً اضطر إلى ممارسة الرياضة لكسب عيشه، ولا يزال يسعى للحفاظ على لياقته البدنية، فإن هذا يزعجني، لأنني أعرف أن الكثيرين من الشباب يرتادون هذه المواقع على أمل الحصول على نصائح حول اللياقة البدنية”.
ويقول حلفاء ترمب إنهم “غير قلقين” بشأن اختلافات الرأي بين الناخبين الذين دعموه في نوفمبر 2024.
وقال نيك ترينر، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري وأحد كبار المسؤولين في حملة ترمب الانتخابية لعام 2020: “نجح الرئيس ترمب في بناء قاعدة انتخابية ضخمة ليكون أول جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي الوطني منذ عقدين، ومن الطبيعي أن تسود الخلافات في هذه القاعدة”.
وبلغت انتقادات المُقدمين ذروتها في سبتمبر، عندما احتفل الرئيس بقرار شركة “ديزني” إيقاف مُقدم البرامج الحوارية جيمي كيميل عن العمل بسبب تصريحات أدلى بها في أعقاب اغتيال كيرك.
وقال سينج: “بالتأكيد لا أعتقد أن الحكومة يجب أن تتدخل أبداً في إملاء ما يُمكن أو لا يُمكن لمُمثل كوميدي قوله في مونولوج. هذا جنونٌ مُطلق”.
وأضاف أن “اليمينيين” الذين احتفلوا بقرار ديزني “مُجنونون لدعمهم هذا، لأنه سيُستخدم ضدهم”، كما استنكر الخطوة، قائلاً إنها “هجومٌ كبير على حرية التعبير”، وانتقد النشطاء المحافظين لاحتفالهم بإيقاف كيميل عن العمل.