قتل 22 فلسطينياً بينهم أطفال، اليوم (السبت)، بنيران الجيش الإسرائيلي في مناطق عدّة في قطاع غزة، وفق ما ذكر الدفاع المدني ومصادر طبية.
وأكّد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن القصف الكثيف يتواصل منذ نحو الأسبوع على حي الزيتون في مدينة غزة في شمال القطاع.
وقال بصل: «تقديراتنا أنه ما زال أكثر من 50 ألف مواطن يعيشون في حي الزيتون بمدينة غزة غالبيتهم دون طعام ولا مياه»، مضيفاً: «ما يجري في حي الزيتون عمليات تطهير عرقي وحرب إبادة حقيقية».
كما أشار إلى وضع مماثل في منطقة تل الهوى في غزة، متابعاً أن قوات الدفاع المدني غير قادرة على الوصول إلى هذه المناطق لإجلاء المصابين.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، السبت، بمقتل 14 شخصاً بينهم ثلاثة من منتظري المساعدات في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، في وقت سابق، أن 8 مواطنين قُتلوا، فجر اليوم، في قصف الجيش الإسرائيلي منزلاً بمخيم البريج وسط قطاع غزة، وخيمة تؤوي نازحين في خان يونس (جنوب). وأفادت مصادر طبية في مستشفى العودة بمخيم النصيرات، بوصول 6 قتلى بينهم 4 أطفال إلى المستشفى جراء قصف الاحتلال منزلاً في مخيم البريج وسط القطاع.
وأضافت الوكالة أن طائرة مسيرة للجيش الإسرائيلي قصفت خيمة تؤوي نازحين في مواصي القرارة شمال خان يونس جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد يوسف معتصم البطة وزوجته سجى غسان النفار.
«لا نعرف طعماً للنوم»
وقال غسان كشكو (40 عاماً) الذي يقيم مع عائلته في مدرسة نازحين في حي الزيتون: «لا نعرف طعماً للنوم. الانفجارات ناتجة عن قصف من الطيران الحربي، والدبابات لا تتوقف».
وأضاف: «في حي الزيتون يقوم الجيش الإسرائيلي بإبادة ولا يوجد عندنا طعام ولا مياه للشرب».
وحذّرت وزارة الداخلية التابعة لـ«حماس» من «مخاطر تداعيات التصعيد في العدوان الإسرائيلي في مدينة غزة». وقال مصدر في الوزارة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن العملية العسكرية البرية الإسرائيلية «متواصلة في منطقتي الزيتون وتل الهوى في جنوب مدينة غزة»، مشيرة إلى أن الجيش دمّر «عشرات المنازل ويقوم بتجريف الطرق والمباني». من جهة أخرى، ذكر بصل أن بين القتلى 9 فلسطينيين على الأقل قُتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين بجروح بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركزين للمساعدات في جنوب وشمال قطاع غزة.
وقال مستشفى العودة في مخيم النصيرات إن 5 من القتلى الذين استهدف منزلهم في البريج، هم «أب وأم وأطفالهما الثلاثة، وهناك جثث محترقة وأشلاء».
كما أفاد الدفاع المدني عن مقتل صياد فلسطيني «بنيران زوارق الاحتلال قرب شاطئ بحر مدينة غزة فجراً».
وتزداد الأزمة الإنسانية تفاقماً يوماً بعد يوم في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي يشهد حرباً منذ 22 شهراً بين حركة «حماس» وإسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، أنها سجّلت «11 حالة وفاة بينهم طفل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية»، لافتة النظر إلى أنه بذلك يرتفع إلى «251 حالة وفاة، من بينهم 108 أطفال» عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية.
وتحذّر الأمم المتحدة من أن كل سكان القطاع مهدّدون بالمجاعة. وتنفي إسرائيل وجود مجاعة.
واندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لـ«حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات رسمية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب عن مقتل أكثر من 61 ألف شخص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها «حماس» في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد وافق الأسبوع الماضي على خطط للجيش للسيطرة على مدينة غزة.