أعلنت الحكومة السودانية، الاثنين، أنها تمتلك «وثائق ومستندات تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا ومن بعض دول الجوار الأفريقي في القتال إلى جانب ميليشيا (الدعم السريع)» في الحرب الدائرة حالياً في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها «إن حكومة السودان تود أن تلفت نظر المجتمعين الإقليمي والدولي إلى حجم التآمر الذي تتعرض له، عبر الاستهداف الذي تواجهه من قِبل ما تسمى بميليشيا الدعم السريع وقوات المرتزقة التي تقاتل في صفوفها».
ونشر الجيش السوداني الأحد على موقع «فيسبوك» مقطع فيديو لـ«مرتزقة أجانب من دولة كولومبيا يقاتلون إلى جانب ميليشيا آل دقلو الإرهابية، لقوا حتفهم في المعارك الأخيرة» التي جرت بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب البلاد.
وأفاد الجيش بأن قواته «استولت على مركبات قتالية ومعدات وأجهزة، وما تم تسجيله من فيديوهات للمرتزقة يشهد على حجم المؤامرة على البلاد».
وأظهرت لقطات الفيديو مقاتلين أجانب لم تتمكن «الشرق الأوسط» من التحقق من هويتهم.
وأضاف البيان أن الحكومة السودانية «ظلت تشير إلى مشاركة مئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار، ومن دول خارج القارة الأفريقية في العدوان على السودان في ظاهرة تهدد السلم والأمن في الإقليم بصورة عامة. وأن مشاركة مرتزقة من الخارج تفرض واقعاً جديداً يهدد سيادة الدول، وينتهك حرماتها، ويغير من مسار الحرب لكي تصبح حرباً إرهابية عابرة للحدود تدار بالوكالة».
وأشارت الخارجية السودانية إلى أن بعثة السودان الدائمة بنيويورك «قدمت هذه الوثائق إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما وثَّقت لهذه الظاهرة منظمات إقليمية ودولية، وتقارير استقصائية إعلامية».
ونوهت الخارجية السودانية إلى أن «هذا المنحى الخطير في مسار الحرب يشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليميين والدوليين»، محذرة من «العواقب الناتجة عنه».
كما أظهرت مقاطع فيديو، نُشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يبدو أنهم أشخاص أجانب في مناطق تشبه مناطق إقليم دارفور.
بدورها قالت «القوة المشتركة» للحركات المسلحة التي تقاتل في صفوف الجيش في مدينة الفاشر إن المعركة الأخيرة كشفت مشاركة لافتة و«غير مسبوقة لعناصر مرتزقة من جنسيات متعددة إلى جانب ميليشيا (الدعم السريع)».
وأضافت في بيان: «تأكد لنا مشاركة 80 عنصراً من جمهورية كولومبيا، وآخرين من دول جنوب السودان وتشاد».
وذكرت في البيان أنه تم «تحييد عدد كبير من المرتزقة الكولومبيين المكلفين بتشغيل الطائرات المسيّرة، وتنسيق عمليات القصف المدفعي».
وقالت: «إن ميليشيا (الدعم السريع) استعانت بأعداد كبيرة من المرتزقة الأجانب، وأوكلت لهم مهام استهداف كل من يحاول الخروج من الفاشر، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، في انتهاك سافر لكل القوانين الدولية الإنسانية».
ويواجه الجيش السوداني بدوره اتهامات بالاستعانة بمرتزقة أجانب وقوات من «التقراي» الإثيوبية، لكنه ينفي ذلك بشدة.