
مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، يعود إلى الواجهة سؤال طالما طُرح في الأوساط السياسية والإعلامية: هل تقترب دمشق من بوابة التطبيع مع إسرائيل؟ وهل يمكن لهذا الاحتمال أن يتحول إلى واقع في ظل تغيرات إقليمية ودولية متسارعة؟
الآن، ومع رفع بعض العقوبات عن النظام السوري، يطرح البعض سيناريو أكثر جرأة: هل قد يكون التطبيع مع إسرائيل ثمنًا لهذا الانفتاح الدولي؟
إسرائيل، من جهتها، لم تخفِ اهتمامها بما يجري في سوريا. ومع أن التنسيق الأمني غير المباشر بين تل أبيب وموسكو ساهم في ضبط التوتر على الجبهة السورية-الإسرائيلية خلال السنوات الماضية، فإن تل أبيب كانت ترى في بقاء النفوذ الإيراني في سوريا تهديدًا استراتيجيًا.
من هنا، فإن التطبيع مع دمشق – إن تم – سيكون مشروطًا بقطع العلاقة مع ايران أو تقليصها.
بالنسبة لموقف النظام السوري
حتى اللحظة، لا توجد إشارات رسمية من دمشق توحي بقرب التطبيع مع إسرائيل، غير أن مراقبين يرون أن النظام السوري، الذي يسعى بعد الاطاحة ببشار الاسد للخروج من عزلته، قد لا يرفض صفقة كبرى تتضمن ضمانات دولية، بعد التطبيع لإعادة الإعمار، مقابل خطوات سياسية كبيرة، قد تشمل حتى الملف الإسرائيلي.
ما من شك أن التجارب الإقليمية تلعب دورًا في تعزيز هذا السيناريو؛ فبعد اتفاقات التطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية، من بينها الإمارات والبحرين والمغرب، لم تعد خطوة التطبيع محظورة كما في السابق، لكن الحالة السورية تبقى أكثر تعقيدًا، بسبب الملفات المتداخلة، مع محيطها العربي.
نختم لنقول إن إحتمال التطبيع قائم.. ولكن بشروط صعبة، بين واقعية الجغرافيا السياسية وحدود الأيديولوجيا، يقف الملف السوري-الإسرائيلي في منطقة رمادية. التطبيع، وإن بدا أنه ما زال بعيدًا، قد يصبح مطروحًا على طاولة المفاوضات إذا ما تغيّرت موازين القوى، وتبدلت المصالح، وظهرت ضمانات دولية كافية للنظام السوري.
لكن، إلى حين تحقق ذلك، تبقى الاحتمالات مفتوحة، والتاريخ السوري مع إسرائيل ليس من السهل تجاوزه بجرة قلم أو صفقة عابرة.