دوّن فريق الهلال الأول لكرة القدم سطرًا جديدًا في قصته التاريخية التي يكتبها خلال بطولة كأس العالم للأندية عقب انتصاره على مانشستر سيتي الإنجليزي 4ـ3 ضمن منافسات دور الـ16 من النسخة العالمية.
وسجلت العديد من العوامل حضورها على ساحة الأحداث لتقلب موازين التوقعات وتسهم في انتصار الهلال، من بينها التصديات القوية والحاسمة للمغربي ياسين بونو، حارس المرمى، بعد نجاحه في التصدي لـ10 فرص، من بينها 7 فرص من داخل منطقة الجزاء أمام لاعبي السيتي.
وتقدم مانشستر سيتي بهدف مبكر عن طريق لاعبه البرتغالي برناردو سيلفا، كان قابلًا لمضاعفته بآخر خلال الشوط الأول، لولا تألق بونو الذي أبقى فريقه الهلال في المباراة، إذ تصدى لفرصة خطيرة من البرازيلي سافيو، كما تصدى لرأسية البرتغالي روبين دياز، وتسديدة البلجيكي جيريمي دوكو.
وبفضل تصديات بونو الكبيرة في الشوط الأول، تأخر الهلال بفارق هدف واحد بعد أول 45 دقيقة، ليعود فريق المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي بقوة في الشوط الثاني، ويسجل هدفين متتاليين، قبل أن يتعادل السيتي من جديد بفضل هدف النيرويجي إرلينج هالاند.
وواصل بونو تألقه في الأشواط الإضافية، لينجح في حماية مرمى فريقه، الذي سجل هدفين مقابل هدف واحد للنادي الإنجليزي، حتى تمكن الهلال من الفوز في النهاية بنتيجة 4-3 بعد مباراة دراماتيكية.
ولم يكن بونو السبب الوحيد في الفوز، إذ تألق خط الدفاع كاملًا بقيادة السنغالي خاليدو كوليبالي، الذي دافع عن منطقة جزاء فريقه، وأبعد 11 كرة من أمام مرمى الهلالي، كما تفوق في 5 صراعات ثنائية و4 صراعات هوائية، إضافة إلى تسجيله الهدف الثالث في اللقاء.
ومن بين اللقطات التي أظهرت قيمة فوز الهلال إنقاذ المدافع علي لاجامي لمرمى فريقه من أخطر فرصة للسيتي التي كانت على خط المرمى، بعد أن أبعد تسديده النرويجي هالاند قبل نهاية الوقت الأصلي بدقائق معدودة، إذ ظن الجميع تسجيل السيتي هدفًا ثالثًا، إلا أن لاجامي تدخل بشكل سريع ليُبعد الكرة من على الخط، ويحافظ على حظوظ فريقه الهلال خلال مجريات اللعب.
وعلى الرغم من أنه لم يُكمل المباراة وخرج بتغيير فني من جانب الإيطالي إنزاجي، إلا أن البرازيلي مالكوم قدم 15 دقيقة مثالية في الشوط الثاني، بعد أن كان سببًا في الهدف الأول الذي سجله مواطنه ماركوس ليوناردو بعد انطلاقته السريعة على اليمين، كما نفذ المرتدة العكسية بطريقة خاطفة في نصف ملعب السيتي، وأضاف الهدف الثاني الذي تفوق خلاله على إيدرسون، حارس مرمى مانشستر سيتي.
وعرف ماركوس ليوناردو طريق الشباك من جديد، ليستغل غياب الصربي ألكسندر ميتروفيتش، ويسجل هدف الفوز الرابع للهلال في شباك السيتي، بعد استغلاله رأسية زميله سافيتش التي أبعدها إيدرسون، لتجد ليوناردو أمام المرمى محرزًا هدف الانتصار التاريخي.
ونجح الإيطالي إنزاجي، بوضع تشكيله مثالية في ظل غياب سالم الدوسري وحسان تمبكتي للإصابة، إضافة إلى استمرار غياب ميتروفيتش.
وراهن إنزاجي على تكتيك ثلاثي الخلف، بعد عودة روبين نيفيز خطوات للخلف بين كوليبالي ولودي، ليضيف الثنائي كانسيلو ومتعب الحربي على الأطراف، ما جعل الهلال يدافع بـ5 لاعبين أمام استحواذ وسيطرة فريق مانشستر سيتي الإنجليزي.
ولم يكتف إنزاجي بالدفاع فقط، بل راهن على التحولات السريعة والمرتدات الخاطفة، بفضل تمركز لاعبه الصربي سافيتش ميلينكوفيتش خلف المهاجم ماركوس ليوناردو، مع انطلاقات البرازيلي مالكوم على الأطراف، خاصة تجاه الجبهة اليمنى لفريق الهلال واليسرى للسيتي.
وأكمل إنزاجي تفوقه الخططي بتغييراته على مدار اللقاء، بعد أن أشرك البرازيلي كايو سيزار مكان مواطنه مالكوم، من أجل ضخ دماء هجومية جديدة على اليمين، إضافة إلى تأمين الخط الخلفي بدخول علي لاجامي وحمد اليامي وعلي البليهي بدلًا من محمد كنو، والبرتغالي جواو كانسيلو، ومتعب الحربي، ليحافظ الهلال على ثباته الدفاعي أمام مرمى بونو.
ونجح الإيطالي في الإبقاء على فريقه متقدمًا في الأشواط الإضافية، بعد الهدف الرابع الذي سجله ماركوس ليوناردو، ليُشرك البديلين مصعب الجوير وخالد الغنام، ويحافظ على الانتصار الاستثنائي حتى صافرة الحكم بانتهاء اللقاء.
