أعتقلت السلطات الأميركية 11 إيرانياً خلال 48 ساعة، بينهم عضو سابق بالحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى إيراني آخر خدم بجيش بلاده كقناص.
وجاء ذلك في إطار حملة جديدة على المهاجرين غير الشرعيين، شنتها السلطات الفيدرالية الأميركية وأسفرت عن اعتقال 11 إيرانياً خلال 48 ساعة، بينهم شخص مدرج على قائمة المراقبة، في إطار سلسلة من العمليات محددة الأهداف، شملت 8 ولايات و9 مدن في أنحاء الولايات المتحدة، وفق شبكة CBS News.
وقالت CBS News، الأربعاء، إن بين الأشخاص الذين اعتقلتهم وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، منذ الأحد، مهران مكاري سهلي، الذي ألقي القبض عليه في منزله قرب مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا.
وقال مسؤولو الوكالة إن سهلي عضو سابق في الحرس الثوري الإيراني، وأضافوا أنه “أقر بوجود صلات تربطه بحزب الله”، المدرج على قوائم الإرهاب الأميركية والمدعوم من إيران.
وقالت وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك إن خمسة من المعتقلين لديهم سوابق جنائية، تتراوح بين السرقة الكبرى وحيازة المخدرات والأسلحة النارية.
وأفادت وزارة الأمن الداخلي بأن يوسف مهريدهنو كان يقيم في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني لنحو 8 سنوات، قبل أن تكتشف السلطات الفيدرالية أنه كذب في طلب الحصول على تأشيرة.
وبعد نحو أربعة أشهر من إدراج المواطن الإيراني على قائمة الأشخاص المعروفين أو المشتبه في ارتباطهم بالإرهاب في الولايات المتحدة خلال فبراير، ألقت السلطات الفيدرالية القبض عليه، الأحد، في وسط ولاية ميسيسيبي، بالقرب من مدينة جاكسون.
لا مخططات إرهابية
ولم يربط المسؤولون هذه الاعتقالات بأي مخططات إرهابية محددة، فيما أكدت وزارة الأمن الداخلي أنه لا توجد حالياً تهديدات موثوقة تستهدف الأراضي الأميركية، رغم حالة التأهب الأمني المرتفعة في أعقاب الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
لكن جميع الإيرانيين الـ11 يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم تتجاوز مخالفات الهجرة المدنية، وفقاً لمسؤولي وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، الذين أكدوا أن المعتقلين يمثلون تهديداً للأمن العام.
وأثناء اعتقال ريبفار كريمي في شمال ولاية ألاباما، الأحد، قالت وزارة الأمن الداخلي إن العملاء الفيدراليين عثروا بحوزته على بطاقة هوية للجيش الإيراني.
ووفقاً لمسؤولي الوكالة، يُعتقد أن كريمي خدم قناصاً في الجيش الإيراني بين عامي 2018 و2021، ودخل الولايات المتحدة في أكتوبر 2024 بتأشيرة K-1، المخصصة للمهاجرين على وشك الزواج بمواطنين أميركيين. ويُحتجز كريمي حالياً في مركز احتجاز تابع للوكالة، حيث أكد مسؤولون أنه سيبقى هناك بانتظار استكمال إجراءات الترحيل.
وفي مدينة كولورادو سبرينجز، ألقى مسؤولو وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك القبض على كل من محمود شفيعي ومهرداد مهدیبور، وهما مواطنان إيرانيان كانا يعيشان في المنزل نفسه، وصدر بحقهما سابقاً أمران بالترحيل.
وأوضحت الوكالة أن شفيعي له سجل جنائي يشمل إدانات على مستوى الولاية والمستوى الفيدرالي في قضايا تتعلق بالمخدرات، بالإضافة إلى اعتقالات بتهم الاعتداء وإساءة معاملة الأطفال.
وإلى جانب الإيرانيين الـ11 الذين تم اعتقالهم، ألقى عملاء فيدراليون القبض أيضاً على المواطنة الأميركية لينيت فارتانيان، وجرى احتجازها بتهم فيدرالية تتعلق بتهديد أحد ضباط إنفاذ القانون وإيواء مهاجر غير شرعي.
حملة على الهجرة غير القانونية
وقال مسؤولو وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك إن فارتانيان هددت بفتح النار في حال دخول عناصر إنفاذ قوانين الهجرة إلى منزلها. وأضافوا أن المتهمة هددت عملاء فيدراليين خلال مواجهة جرت يوم الأحد، محذرة بأنها “ستخرج وتطلق النار على رؤوس الضباط”.
وأوضح مسؤولون بالوكالة لـCBS News أن هذه الاعتقالات، التي بدأت الأحد الماضي، تأتي ضمن الحملة الأحدث لإدارة الرئيس ترمب على الهجرة غير القانونية.
ووفقاً لبيانات الحكومة الأميركية، اعتقلت وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك خلال السنة المالية الماضية 68 إيرانياً، بينهم 47 شخصاً لديهم إدانات جنائية. وخلال الفترة نفسها، بلغ إجمالي عدد المعتقلين نحو 113 ألف شخص، غالبيتهم من المكسيك أو من دول أميركا الوسطى.
وفعّلت وزارة الأمن الداخلي نظام التحذير الوطني من الإرهاب، بعد ساعات فقط من الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية.
وحذر مسؤولون استخباراتيون حاليون وسابقون من أن الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى تحسباً لهجمات انتقامية، سواء كانت مادية أو إلكترونية، وأكدوا لـCBS News أن هناك قلقاً متزايداً من احتمال تصاعد التطرف الداخلي، بما في ذلك الهجمات الفردية المستوحاة من دعوات إيرانية إلى العنف.