في السنوات الأخيرة، شهدت الكرة السعودية تطورًا رفيعاً على المستويات المحلية والدولية، حيث أصبحت الدوريات السعودية، وعلى رأسها دوري روشن، محط أنظار العالم بفضل استقطاب نجوم عالميين وتحسين البنية التحتية الرياضية.
في هذا السياق، جاء تصريح المهاجم الإنجليزي إيفان توني، لاعب النادي الأهلي، لصحيفة “الغارديان” البريطانية، ليعزز من مكانة الكرة السعودية عالميًا، حيث أكد أن دوري روشن يقف على قدم المساواة مع الدوري الإنجليزي الممتاز، وأن الأهلي لو شارك في “البريميرليغ” لكان قادرًا على المنافسة على المربع الذهبي. هذا التصريح، الذي أثار جدلًا واسعًا، يحمل في طياته فوائد جمة لسمعة الكرة السعودية، خاصة على الصعيد الاتصالي، ويمكننا استعراض هذه الفوائد في النقاط التالية:
1. تعزيز الصورة العالمية للدوري السعودية
تصريح توني يعكس ثقة لاعب دولي بجودة الدوري السعودي، لينضم إلى سلسلة زملاءه وهو ما يسهم في تغيير الصورة النمطية التي كانت ترى الدوريات الخليجية كوجهة للاعبين في مرحلة الاعتزال أو الباحثين عن مكاسب مالية فقط. فعندما يقارن لاعب بحجم توني، الذي تألق في الدوري الإنجليزي مع برينتفورد، بين دوري روشن و”البريميرليغ”، فإن ذلك يرسل رسالة قوية إلى الأوساط الدولية الرياضية وغير الرياضية خصوصاً في ظل سلسلة تصريحات النجوم الإيجابية وعلى رأسهم النجم البرتغالي ومهاجم نادي النصر كريستيانو رونالدو.
2. إبراز الإنجازات الدولية للأندية السعودية
استشهد توني في حديثه بفوز نادي الهلال على مانشستر سيتي في نصف نهائي كأس العالم للأندية بنتيجة 4-3، وهو إنجاز تاريخي يعكس القوة التنافسية للأندية السعودية على المستوى العالمي. مما يعزز اهتمام الإعلام الدولي.
3. . إلهام اللاعبين المحليين
تصريح توني لا يؤثر فقط على الإعلام واللاعبين الأجانب، بل يمتد تأثيره إلى اللاعبين السعوديين أنفسهم. عندما يسمع اللاعبون المحليون نجوماً عالميًين يشيدون بجودة الدوري الذي يشاركون فيه، فإن ذلك يعزز من ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم. هذا الشعور يمكن أن ينعكس إيجابيًا على أدائهم، سواء في الدوري المحلي أو في المنافسات الدولية مع المنتخب الوطني.
4- جذب الاهتمام الإعلامي الدولي
أثار تصريح توني جدلًا واسعًا، خاصة بين الجماهير الإنجليزية التي تعتز بقوة “البريميرليغ”. هذا الجدل وضع الدوري السعودي في صدارة الأخبار الرياضية العالمية، خاصة في وسائل الإعلام البريطانية مثل “الغارديان”. الاهتمام الإعلامي الناتج عن التصريح يرفع من درجة الوعي بمستوى الدوري السعودي، ويساهم في إبراز التطورات التي يشهدها، من استقطاب النجوم إلى تحسين جودة المنافسات. هذا الزخم الإعلامي يعزز من مكانة الدوري السعودي كمنافس قوي، ويفتح المجال لتغطية إعلامية أوسع في المستقبل، مما يجذب الرعاة والمستثمرين.
5- تعزيز الحضور الإعلامي الرقمي
تصريح توني لم يقتصر تأثيره على وسائل الإعلام التقليدية، بل امتد إلى المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي. فقد انتشر التصريح على نطاق واسع عبر منصات مثل X، حيث ناقشته الجماهير والمحللون الرياضيون، مما أدى إلى زيادة التفاعل مع المحتوى المتعلق بالدوري السعودي. هذا التفاعل يعزز من الظهور الإعلامي الرقمي للكرة السعودية، ويجعلها محط اهتمام شريحة أوسع من الجمهور العالمي، بما في ذلك الشباب الذين يتابعون الأخبار الرياضية عبر الإنترنت.
6- تحفيز النقاشات الإعلامية حول جودة الدوري
الجدل الذي أثاره تصريح توني، خاصة بين الإعلاميين والجماهير الذين شككوا في مقارنته بين دوري روشن و”البريميرليغ”، فتح نقاشات معمقة حول التطور الذي يشهده الدوري السعودي. هذه النقاشات، حتى لو تضمنت انتقادات، تساهم في تسليط الضوء على الإنجازات التي حققها الدوري، مثل استقطاب نجوم عالميين وتحقيق نتائج قوية في البطولات الدولية. هذا النوع من التغطية الإعلامية يعزز من مكانة الكرة السعودية كموضوع نقاش عالمي، مما يزيد من تأثيرها الإعلامي.
7- تعزيز الثقة في رؤية 2030 الرياضية
يأتي تصريح توني في سياق الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030 لتطوير القطاع الرياضي، بما في ذلك استقطاب نجوم عالميين، تحسين البنية التحتية، وتنظيم بطولات دولية. تصريحات إيجابية من النجوم الدولي تبرز نجاح في تحقيق أهدافها، مما يعزز من سمعة المملكة كمركز رياضي عالمي. مما يعكس إيجابيًا على الاستثمارات المستقبلية في القطاع الرياضي، ويجذب المزيد من الاهتمام الإعلامي لتغطية هذا التحول.
ورغم الفوائد الكبيرة لهذا التصريح، إلا أنه أثار انتقادات من بعض الجماهير الإنجليزية التي ترى أن مقارنة الدوري السعودي بـ “البريميرليغ” مبالغ فيها. هذه الانتقادات قد تكون تحديًا يتطلب من الأندية السعودية مواصلة العمل على إثبات هذه المقارنة من خلال تحقيق المزيد من الإنجازات الدولية.
وهنا يدور ببالي سؤال هل يبذل الثلاثي وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين جهوداً اتصالية “ممنهجة” وعمل استراتيجي لزيادة التفاعل وتعزيز الرسائل الإيجابية أم ان الامر متروك للظروف؟
لا أعرف الإجابة لكن أياً كان الأمر فإن هناك جهود كبير يجب أن تبذل في هذا المسار خصوصاً في موضوع الاعداد والاستعداد لإدارة المخاطر والأزمات لأن الرياضة حالة متقلبة ومتداخلة مع مشجعان وأندية واداريين ولذلك فإن كل السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها.
الرياضة السعودية أصبحت منافس قوي على الساحة العالمية، ورؤية 2030 نجحت في تحويل المملكة إلى مركز رياضي عالمي. ومع استمرار الاستثمارات في القطاع الرياضي، وتحقيق الأندية السعودية لإنجازات دولية، فإن الجهود الاتصالية مطلب رئيس لترسيخ مكانة الدوري السعودي كأحد أقوى الدوريات في العالم.