دعت أكثر من 170 منظمة غير حكومية، الثلاثاء، إلى تفكيك منظومة توزيع المساعدات الغذائية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة، بسبب تعريضها المدنيين لخطر الموت والإصابة.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، الثلاثاء، إن عشرات المنظمات الإنسانية دعت لإنهاء نشاط “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تديرها الولايات المتحدة، وإسرائيل، كونها “لا تقدم سوى التجويع والرصاص” للمدنيين بالقطاع.
وأوضح لازاريني، عبر منصة “إكس” أن “أكثر من 130 منظمة إنسانية غير حكومية دعت إلى استعادة آلية تنسيق وتوزيع موحدة (للمساعدات بقطاع غزة) بقيادة الأمم المتحدة، ومن بينها الأونروا، تستند إلى القانون الإنساني الدولي”.
وأشار إلى أن عشرات المنظمات الإنسانية دعت لإنهاء نشاط ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” لأنها “لا تُقدم سوى التجويع وإطلاق النار” على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
ولفت إلى أنه منذ انطلاق مشروع “مؤسسة غزة الإنسانية” في 27 مايو الماضي، “قُتل 500 جائع على الأقل وأصيب نحو 4000 آخرين أثناء استماتتهم للحصول على الغذاء”.
وتقول السلطات الطبية في قطاع غزة إن أكثر من 500 شخص قضوا في عمليات إطلاق نار جماعي بالقرب من مراكز توزيع المساعدات، أو طرق النقل التي تحرسها القوات الإسرائيلية، منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها في أواخر مايو.
وتستخدم مؤسسة غزة الإنسانية شركات أمن، وخدمات لوجستية أميركية خاصة لإدخال الإمدادات إلى غزة، متجاوزة إلى حد كبير نظاماً تقوده الأمم المتحدة، تقول إسرائيل إنه سمح للمسلحين بتحويل مسار المساعدات، ووصفت الأمم المتحدة الخطة بأنها “غير آمنة بطبيعتها”، وتشكل انتهاكاً لقواعد الحياد الإنساني.
الموت جوعاً أو القتل
وحتى وقت مبكر من بعد ظهر الثلاثاء في جنيف، حيث صدر الإعلان المشترك، وقعت أكثر من 170 جمعية خيرية على دعوة موجهة للدول للضغط على إسرائيل لوقف خطة مؤسسة غزة الإنسانية، وإعادة المساعدات التي يتم تنسيقها من خلال الأمم المتحدة.
وجاء في البيان: “يواجه الفلسطينيون في غزة خياراً مستحيلاً: إما الموت جوعاً، أو المخاطرة بالتعرض لإطلاق النار أثناء محاولتهم اليائسة للحصول على الغذاء لإطعام أسرهم”.
ومن بين المنظمات الموقعة على البيان منظمة أوكسفام، وأطباء بلا حدود، وهيئة إنقاذ الطفولة، والمجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة العفو الدولية.
وفي ردها على البيان، قالت مؤسسة غزة الإنسانية لـ”رويترز” إنها وزعت أكثر من 52 مليون وجبة في خمسة أسابيع، وقالت إن المنظمات الإنسانية الأخرى “نُهبت جميع مساعداتها تقريباً”.
وقالت مؤسسة غزة الإنسانية: “بدلاً من المشاحنات، وتوجيه الإهانات من بعيد، نرحب بالمنظمات الإنسانية الأخرى للانضمام إلينا وإطعام الناس في غزة”.
واتهمت المنظمات غير الحكومية مؤسسة غزة الإنسانية بإجبار الجائعين والضعفاء على السير لساعات، وأحياناً عبر مناطق الصراع النشطة، لتلقي المساعدات الغذائية.
وأقر الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بأن مدنيين فلسطينيين تعرضوا للأذى في مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، وقال إن القوات الإسرائيلية أصدرت تعليمات جديدة بعد ما أسماه “الدروس المستفادة”.
وقالت إسرائيل مراراً إن قواتها تعمل بالقرب من هذه المراكز من أجل منع وقوع المساعدات في أيدي مقاتلي حركة حماس.