قال وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، السبت، إن الجيش يعمل على إنهاء أي وجود مسلح جنوب الليطاني قبل نهاية العام الجاري، مطالباً الجانب الإسرائيلي بتنفيذ التزاماته بالانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات عليها.
وأضاف الحجار، في مقابلة أجْرتها معه مذيعة “الشرق” زينة يازجي، على هامش “حوار المنامة” في البحرين، أن الحكومة اللبنانية لا تريد ربط بسْط سلطة الدولة بإعادة الإعمار.
وبسؤاله عما إذا كان لبنان يخشى حرباً إسرائيلية جديدة، أجاب: “تعرضنا على مر السنوات لحروب طويلة، وتعرضنا لكثير من الاعتداءات، وآخرها حرب الأيام الـ66، والتي بالمناسبة لم تنتهِ بعد؛ ما زالت الحرب مستمرة علينا حتى الآن. نعم، علينا أن نكون مبادرين لتجنيب وطننا ومواطنينا مزيداً من الدمار. نأمل ألا يكون هناك إلا الخير”.
وتابع: “قرار الحكومة واضح، ويتمثل في بسْط سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية حصراً، ولذلك يجب أن يكون السلاح محصوراً بيد الدولة”.
وبيّن أن مراحل تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة تبدأ من جنوب نهر الليطاني، وهذا ما يعمل الجيش عليه، متسائلاً: ولكن ماذا عن مسؤولية الطرف الآخر، وهي إسرائيل؟”، موضحاً: “الأرض اللبنانية ما تزال محتلة، والاعتداءات يومياً. ما زال هناك أسرى لدى الاحتلال الإسرائيلي، هناك عدد كبير من البيوت المدمرة”.
ونوّه إلى أن البنك الدولي قدّر كلفة إعادة الإعمار بـ11 مليار دولار، بينما قدّرتها الحكومة اللبنانية بـ12 مليار دولار، مؤكداً أن كل خطوة تقوم بها الحكومة يجب أن تراعي الوحدة الوطنية في البلاد.
وأكد التزام لبنان بمبادرة السلام العربية والتي انطلقت من بيروت، معتبراً إياها الإطار الواقعي لإعادة الاستقرار ووقف الاعتداءات الإسرائيلية.
ونبّه إلى أنه من المقرر أن يرفع الجيش تقريره الشهري الثاني إلى مجلس الوزراء خلال أيام قليلة، بشأن ما نفّذه من خطة حصر السلاح بيد الدولة، إضافة إلى الخطوات التي قام بها في مناطق جنوب الليطاني وخارجه.
وألمح إلى الصعوبات والتحديات التي يواجهها الجيش اللبناني في أثناء تنفيذ خطة حصر السلاح، موضحاً: “أستطيع أن أقول من خلال التقرير الأول، الذي صدر قبل أسابيع قليلة، إننا وجدنا تقدماً مهماً. وبالتالي نعوّل على استمرار هذا التقدم”.
وكانت الحكومة اللبنانية قد أقرت مطلع سبتمبر الماضي، خطة الجيش بشأن حصر السلاح بيد الدولة، وذلك ضمن الإطار الذي قُرر في 5 أغسطس.
وتم التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وجماعة “حزب الله”، في نوفمبر الماضي بوساطة أميركية بعد قصف متبادل لأكثر من عام، لكن إسرائيل ما زالت تسيطر على مواقع في جنوب لبنان، رغم اتفاق الهدنة وتواصل شن هجمات على شرق البلاد وجنوبها.

