قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الأحد، إنه يعتقد أن الرئيس دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج سيتحدثان قريباً لمعالجة القضايا التجارية، بما في ذلك المعادن النادرة.
وأضاف بيسنت في برنامج Face the Nation على شبكة CBS: “أعتقد أننا سنرى شيئاً ما قريباً جداً” وذلك عند سؤاله عما إذا كان قد تم تحديد موعد لمكالمة بين الزعيمين.
وعند سؤاله عما يقصده ترمب بحديثه عن انتهاك الصين لاتفاق جنيف قال:”أنا واثق من أنه عندما يجري ترمب والرئيس الصيني اتصالاً، سيتم تسوية هذا الأمر”.
وأضاف: “في الحقيقة إنهم يحجبون بعض المنتجات التي وافقوا على إصدارها في اتفاق جنيف، ربما يكون خللاً في النظام الصيني، أو ربما يكون متعمداً، سنرى بعد الاتصال بين الطرفين”.
وبشأن موعد الاتصال المرتقب خاصة أن ترمب صرح أكثر من مرة بأنه سيتحدث إلى الرئيس الصيني، قال بيسنت:” أعتقد سيكون قريباً جداً”.
واعتبر بيسنت أن الأسعار لم تشهد زيادات كبيرة، وأن أرقام التضخم في انخفاض فعلي، مبيناً أن التضخم شهد أول انخفاض منذ 4 سنوات، إذ كانت أرقام التضخم الأسبوع الماضي مناسبة جداً للمستهلك.
اتصال لحل الخلافات
وكان ترمب، قد أعلن الجمعة، أنه سيتحدث إلى نظيره الصيني على أمل التوصل إلى حل لخلافاتهما بشأن التجارة والرسوم الجمركية، وسط تصاعد المخاوف من انهيار “الهدنة التجارية” القائمة بين أكبر اقتصاديين في العالم.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، بأن “الهدنة التجارية” القائمة بين الولايات المتحدة والصين مهددة بالانهيار، في ظل غضب إدارة ترمب من بطء إجراءات الصين في تصدير المعادن النادرة.
وقالت مصادر مطلعة على الأمر للصحيفة، إن إبرام الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال محادثات جنيف في وقت سابق من الشهر الجاري، كان مشروطاً بتقديم بكين “تنازلات” في ملف المعادن النادرة، وهي من المكونات الأساسية في صناعة هواتف آيفون، والسيارات الكهربائية، والأسلحة المهمة مثل مقاتلات F-35 وأنظمة الصواريخ.
وذكرت المصادر أن المفاوضين التجاريين الأميركيين قدموا لنائب رئيس مجلس الدولة الصيني خه ليفنج طلباً بأن تستأنف بكين تصدير المعادن النادرة، مقابل أن توافق الولايات المتحدة على تعليق مؤقت للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً.
مباحثات ماراثونية
ووافق المسؤول الصيني على المطلب الأميركي في الساعات الأخيرة من “المباحثات الماراثونية” مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير، ووفقاً للمصادر.
وبموجب الاتفاق، علّق الجانبان معظم الرسوم الجمركية، وهو ما لاقى ترحيباً من المستثمرين والشركات حول العالم. لكن منذ جنيف، استمرت بكين في إجراءاتها البطيئة للموافقة على تراخيص تصدير المعادن النادرة وعناصر أخرى ضرورية لتصنيع السيارات والرقائق وغيرها.
واتخذت الإدارة الأميركية، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، خطوات لإلغاء تأشيرات دخول الطلاب الصينيين، كما علّقت بيع بعض التقنيات الحيوية للشركات الصينية.
وفي منشور على منصة “تروث سوشيال”، صباح الجمعة، ذكر ترمب أن الصين “انتهكت بالكامل الاتفاق المبرم معنا”، مضيفاً: “لقد أبرمت اتفاقاً سريعاً مع الصين لإنقاذهم من وضع كنت أعتقد أنه سيكون سيئاً للغاية”، لكنه استدرك معبراً عن غضبه: “وداعاً للطيبة”.
ولاحقاً، حثت الصين الولايات المتحدة على إنهاء “القيود التمييزية” ضدها، داعيةً للتعاون في الحفاظ على “التوافق” الذي تم التوصل إليه خلال المحادثات رفيعة المستوى التي جرت في جنيف.