واشنطن تجدد التزامها بدعم توحيد الجيش الليبي
في حين جدَّدت الولايات المتحدة التزامها بدعم جهود توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، دعت بعثة الأمم المتحدة مجلسَي النواب والأعلى للدولة إلى تسريع تنفيذ خريطة الطريق السياسية، واستكمال مرحلتيها الأولى والثانية دون مزيد من التأخير.
وأعلنت السفارة الأميركية أن الفريق جون برينان، نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، بحث في لقاءين منفصلين، مساء الاثنين، مع عبد السلام الزوبي وكيل وزارة الدفاع بحكومة «الوحدة»، ومحمد الحداد رئيس أركان القوات العامة «فرص تعزيز التطوير المهني لقوات الأمن من جميع أنحاء ليبيا، عبر التدريب المشترك، والدعم الأميركي للجهود الليبية لتوحيد المؤسسات العسكرية».
وتعهد المسؤول العسكري الأميركي خلال اجتماعين حضرهما القائم بأعمال السفارة، جيريمي برنت، بمواصلة التعاون مع قادة الدفاع في غرب وشرق ليبيا، عادّاً أن «الوحدة والاستقرار المستدام سيسهمان في زيادة الازدهار للشعب الليبي وشركائه الدوليين»، وفق منشور للسفارة الأميركية عبر منصة «إكس».
في #طرابلس، التقى نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الفريق جون برينان، والقائم بالأعمال جيريمي برنت، بوكيل وزارة الدفاع عبدالسلام الزوبي، ورئيس الأركان الفريق أول ركن محمد الحداد، ومدير إدارة الاستخبارات العسكرية محمود حمزة، لمناقشة فرص تعزيز التطوير… pic.twitter.com/dxx9vYp6rt
— U.S. Embassy – Libya (@USEmbassyLibya) October 13, 2025
وتأتي هذه التصريحات بعد نحو أسبوعين من تصريحات مشابهة، أدلى بها القائم بالأعمال الأميركي عن «مواصلة دعم بلاده للجهود الليبية لتوحيد المؤسسة العسكرية»، خلال لقاء مع الزوبي في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي.
ولم تتطرَّق وزارة الدفاع بحكومة الوحدة في بيانها إلى المباحثات مع الجانب الأميركي، بشأن ملف توحيد المؤسسة العسكرية، واكتفت بالإشارة إلى «مناقشة ملفات التعاون الأمني والعسكري المشترك، وسبل تطويره، بالإضافة إلى الملفات التي من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد كافة».
بدوره، أشاد الحداد، في بيان صادر عن رئاسة الأركان، «بالدعم الأميركي لخطوات توحيد المؤسسة العسكرية»، لافتاً إلى «تنفيذ عدد من البرامج التدريبية المشتركة للرفع من كفاءة عناصر الجيش الليبي».
وتعيش ليبيا انقساماً عسكرياً منذ أكثر من عقد، حيث تسيطر قوات «الجيش الوطني» الليبي على شرق وأجزاء من جنوب ليبيا، في حين تتبع تشكيلات مسلحة للمجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة في غرب البلاد.
دبلوماسياً، قالت ستيفاني خوري، نائبة المبعوثة الأممية، إنها طالبت خلال لقائهما، مساء الاثنين بطرابلس، مع وفد من مجلس الدولة، بتلبية ما وصفتها بـ«تطلعات الشعب الليبي»، مشيرة إلى تمحور النقاش حول الحاجة الماسة لمجلسَي النواب والدولة للمضي قدماً في وضع اللمسات الأخيرة على أولى خطوات خريطة الطريق، بما في ذلك إعادة تشكيل مجلس المفوضية العليا للانتخابات، وتعديل الإطار القانوني والدستوري لإجراء الانتخابات الوطنية.
التقت نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، بوفد من المجلس الأعلى للدولة، في إطار الجهود لدعم خارطة الطريق السياسية التي تُيسّرها البعثة. وركز النقاش على الحاجة الماسة للمجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، للمضي قدماً في وضع اللمسات الأخيرة على أولى خطوات… pic.twitter.com/X9Ahk8fuaR
— UNSMIL (@UNSMILibya) October 13, 2025
كما شدَّدت خوري، مساء الاثنين، مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، على «ضرورة إنجاز هذه الخطوات»، مشيرة إلى «بحث سُبل المضي قدماً في خريطة الطريق السياسية التي تيسرها البعثة الأممية»، ونقلت عن صالح تجديده التزام مجلس النواب بالعمل مع مجلس الدولة؛ لاستكمال العملية في أقرب وقت ممكن.
كما شدَّدت خوري على أهمية اضطلاع المؤسسات الليبية بدور قيادي وتحمّل مسؤولياتها تجاه الشعب الليبي، وعلى الضرورة الملحّة لإنجاز الخطوتين الأوليين في خريطة الطريق السياسية، مؤكدة أن البلاد «لا تستطيع تحمّل مزيد من التأخير في سبيل تحقيق مؤسسات موحّدة وشرعية».
في مكالمة هاتفية جرت أمس، ناقشت نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للشؤون السياسية، السيدة ستيفاني خوري، مع رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، سُبل المضي قدماً في خارطة الطريق السياسية التي تيسرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.وأكدت السيدة خوري على ضرورة إنجاز الخطوتين… pic.twitter.com/o0uNp5JWhc
— UNSMIL (@UNSMILibya) October 13, 2025
بدوره، أكد السفير البريطاني، مارتن لونغدن، الذي يستعد لمغادرة ليبيا بعد انتهاء فترة عمله، في محادثاته مساء الاثنين في بنغازي (شرق)، مع المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، التزام بلاده بمواصلة دعمها لجهود تحقيق الاستقرار والتعاون في جميع أنحاء ليبيا؛ سعياً نحو مستقبل موحد مزدهر، وآمن للشعب الليبي، واصفاً محادثاته مع حفتر بأنها كانت «صريحة ومفيدة».
من جهته، أوضح حفتر أنهما ناقشا «مستجدات العملية السياسية في ليبيا، مع التأكيد على دعم جهود البعثة الأممية من أجل تهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة».
في السياق نفسه، أعلن بن رولينغز، النائب الجديد للسفير البريطاني، الثلاثاء، عن بدء مهامه رسمياً في طرابلس، معرباً عن تطلعه لزيارة مختلف المناطق الليبية، والتفاعل مع المجتمع المحلي.
بدوره، قال الفريق صدام، نجل ونائب المشير حفتر، أنه زار بلدية مرادة، والتقى مشايخ وأعيان وأهالي المنطقة، الذين عبّروا عن دعمهم واعتزازهم بقوات الجيش، وأشادوا بدورها في حماية الوطن، والحفاظ على الأمن والاستقرار، ودعمها مشروعات الإعمار والتنمية.
وأكد صدام حرص والده على التواصل المستمر مع مختلف المكونات الاجتماعية، والاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، مشيراً إلى أهمية دور القبائل الليبية في تحقيق المصالحة الوطنية، واعتبارها الركيزة الأساسية للحفاظ على وحدة المجتمع الليبي.