قال رضا نجفي، ممثل إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، إن مسؤولين من بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية سيجرون مناقشات في العاصمة النمساوية، الجمعة، لتحديد ما وصفه بـ”شكل جديد للتعاون” بين الجانبين.
وأبلغ نجفي هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن “المحادثات ستجرى على مستوى الخبراء”.
وقبل أيام، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، إن اجتماعين عُقدا مع ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وثالثاً سيُعقد خلال الفترة المقبلة، موجهاً انتقادات إلى الوكالة، بسبب ما اعتبره “خضوعاً لتأثير القوى الغربية”.
وأقرت طهران قانوناً يعلق التعاون مع الوكالة، وينص على أن أي عمليات تفتيش مستقبلية ستحتاج إلى الضوء الأخضر من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وتجري طهران والوكالة الآن محادثات حول كيفية المضي قدماً في عمليات التفتيش.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال هذا الأسبوع إنه لن يكون هناك أي تعاون جديد بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى انتهاء المفاوضات النووية، مشيراً إلى أن الوكالة “وافقت على ضرورة وجود إطار جديد للتعاون”.
بدوره، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، الأربعاء، إن المحادثات مع إيران بشأن كيفية استئناف عمليات التفتيش في مواقع تشمل التي قصفتها إسرائيل والولايات المتحدة يجب ألا تستمر لأشهر طويلة، مشيراً في الوقت نفسه إلى اعتقاده بأن هناك تفاهماً عاماً على أن اليورانيوم المخصب بدرجة عالية “لا يزال موجوداً إلى حد بعيد”.
اتفاق إيراني أوروبي على مواصلة المحادثات
وفي وقت سابق الجمعة، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن عراقجي أجرى مباحثات، الخميس، في العاصمة القطرية الدوحة مع مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس بشأن البرنامج النووي، مشيرةً إلى أن الطرفين اتفقا على مواصلة المشاورات في الأسابيع المقبلة.
ونقلت وكالة “إرنا” الإيرانية للأنباء عن عراقي قوله إن “طهران ملتزمة بمسار الدبلوماسية”، مؤكداً أن “إيران جادة في هذا الموقف، وستواصل البقاء عليه”.
وذكرت الوكالة أن الطرفين بحثا وجهات النظر حول آخر المستجدات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، لا سيما في ظل الإجراء غير المسؤول وغير المبرر الذي اتخذته الترويكا الأوروبية لإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الملغاة، وأيضاً استعراض مسار التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واتفق الطرفان على استمرار المشاورات خلال الأيام والأسابيع المقبلة، بحسب الوكالة الإيرانية.
والشهر الماضي، أعلنت مجموعة الترويكا الأوروبية، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أنها قامت بإعادة تفعيل “آلية الزناد” الخاصة بفرض العقوبات على إيران “لعدم امتثالها للاتفاق النووي وتجاوزها” الحدود المقررة بشأن تخصيب اليورانيوم منذ سنوات.
وحثت الدول الثلاث إيران على الدخول في مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة، من بين شروط أخرى، لتأجيل تطبيق آلية معاودة فرض العقوبات لمدة تصل إلى 6 أشهر.
و”آلية الزناد” أو Snapback Mechanism هي إجراء يسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران دون الحاجة إلى تصويت في مجلس الأمن، إذا اعتُبرت طهران في حالة “عدم امتثال جوهري” للاتفاق النووي، واستخدمته واشنطن بشكل منفرد عام 2020 دون إجماع دولي، ما أثار خلافاً قانونياً واسعاً حول صلاحية الإجراء، خاصة بعد انسحابها من الاتفاق.