يقترب مسلحو تنظيم “القاعدة” من العاصمة المالية باماكو، فيما تُسارع عدة دول غربية، إلى إجلاء رعاياها من البلاد، التي تواجه انهياراً اقتصادياً، وأزمة أمنية متفاقمة، حسبما نقلت “وول ستريت جورنال”.
ومنذ أسابيع، تخضع باماكو لحصار خانق تفرضه جماعات مرتبطة بـ”القاعدة”، تعمد إلى قطع طرق الإمداد عن العاصمة، خاصة مسارات إدخال الوقود، ما أدى إلى نقص حاد في الطاقة والمواد الأساسية، وشلّ الحركة داخل العاصمة.
وأدى هذا الوضع، إلى تصاعد المخاوف من انهيار لوجستي واقتصادي واسع، فيما تواجه السلطات الانتقالية في مالي، التي تتولى السلطة منذ انقلاب 2021، صعوبة في الحد من نفوذ هذه الجماعات.
وفي خضم هذه التطورات، أطلقت عدة دول، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، عمليات إجلاء لموظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من مالي، محذّرة من التدهور السريع في الوضع الأمني بباماكو، ودعت رعاياها إلى المغادرة في أقرب وقت ممكن.
والجمعة، وعلى بعد كيلومترات قليلة من باماكو، تعرضت قافلة نقل محملة البنزين، لهجوم من قبل مسلحين من “القاعدة”، وفق ما أوردت إذاعة فرنسا الدولية.
والثلاثاء، تعرضت عشرات الشاحنات المحملة بالوقود، لكمين أثناء توجهها لتزويد باماكو بالوقود عبر طريق رئيسي. وخرج مسلحون وأضرموا النار في أول شاحنة، واستولوا على البقية.
وتسببت هذه الأحداث في أزمة وقود غير مسبوقة، وتضاعفت أسعاره لتصل إلى نحو 3.55 دولارات للتر الواحد، فيما أعلنت السلطات المالية، إغلاق المدارس والجامعات لمدة أسبوعين.
“استيلاء تدريجي” بدلاً من هجوم شامل
ونقلت “وول ستريت جورنال”، عن مسؤولين محليين وأوروبيين، قولهم إن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، المرتبطة بـ”القاعدة”، قريبة من السيطرة على باماكو، رغم أنها قد تنتظر بعض الوقت قبل اتخاذ خطوة حاسمة.
وذكر المسؤولون، أن قطع طرق إمدادات الغذاء والوقود عن باماكو، تسبب في التأثير على قدرة الجيش للرد.
وتراهن “القاعدة” على “استيلاء تدريجي بدلاً من القيام بهجوم شامل”، وفق المسؤولين.
وتشكّلت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” في عام 2017، إثر اندماج فصائل تابعة لـ”القاعدة”.
وتشن هذه الجماعات، المرتبطة بـ”القاعدة”، وأيضاً بتنظيم “داعش”، هجمات في مناطق واسعة من غرب إفريقيا، بما في ذلك النيجر وبوركينا فاسو ومالي، مع التوسع تدريجياً نحو دول أكثر استقراراً، مثل بنين وكوت ديفوار وتوجو وغانا، على ساحل خليج غينيا.
ويخشى مسؤولون غربيون بشكل متزايد، من احتمال أن تفرض “القاعدة” سيطرة فعلية على بوركينا فاسو أو مالي، وفق “وول ستريت جورنال”.
وتبدو مالي، البالغ عدد سكانها 21 مليوناً، الأكثر عرضة للانهيار أولاً، وفق الصحيفة.

 
									 
					